إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مدخل لدراسة العلاقات الدولية (2022) ، الدكتور محمد محاسيني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ محاضرات ] مدخل لدراسة العلاقات الدولية (2022) ، الدكتور محمد محاسيني

    جامعة ابن زهر - كلية الحقوق أكادير
    الفصل الأول - مسلك القانون بالعربية
    وحدة المدخل إلى العلاقات الدولية


    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	محاسيني.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	23.0 كيلوبايت  الهوية:	201


    محاضرات المدخل إلى العلاقات الدولية، الدكتور محمد محاسيني

    السنة الجامعية: 2021-2022


    محاضرات مدخل لدراسة العلاقات الدولية، من إعداد الدكتور محمد محاسيني، أستاذ القانون العام بجامعة ابن زهر، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكادير، لفائدة طلبته بـ السداسي الأول شعبة القانون باللغة العربية، السنة الجامعية: 2021-2022.



    تقديم:

    من المؤكد أن العلاقات الدولية عموما قد ظهرت منذ زمن بعيد، من خلال التفاعلات التي كانت تنسج بين العديد من الأطراف، إلا أنها ظلت علاقات محدودة من حيث أطرافها وأيضا من حيث مجالاتها، حيث اقتصرت على المجالات التجارية والعسكرية المحدودة، لكن النظرة إلى العلاقات الدولية كعلم مستقل يهتم بدراسة الظواهر المعاصرة، لم تظهر إلاا خلال القرن 20 بالولايات المتحدة الأمريكية وبعد الحرب العالمية الثانية بأوروبا.

    وتعود أصول العلاقات الدولية كنسق تفاعلي اجتماعي وسياسي إلى عصور قديمة مع ظهور أولى الخلايا الاجتماعية للدولة، فقد أقامت الحضارات القديمة (حضارة ما بين النهرين والحضارة الفرعونية والحضارة الإغريقية والحضارة الرومانية والحضارة الإسلامية.......) علاقات مع محيطها الخارجي في مجالات متعددة، سواء في فترة السلم (العلاقات التجارية، وتبادل البعثات الدبلوماسية، واعتماد آلية التحكيم في حل النزاعات والصراعات...)..، أو في فترة الحرب (اعتماد قاعدة إعلان الحرب وعدم استهداف الأماكن الدينية ودور العبادة).
    كما شكلت معاهدة "وستفاليا" لسنة 1684م محطة رئيسية في مسار تطور العلاقات الدولية، حيث حسمت آنذاك في المشاكل الدينية التي كانت سائدة بأوروبا (الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت).

    بعد ذلك ُعقد مؤتمر "فيينا" والذي ُعقد بين الدول الأوروبية خلال الفترة ما بين سبتمبر 1814م ويونيو 1815م، وسعى إلى حل الإشكاليات التي أفرزتها حروب الثورة الفرنسية والحروب النابليونية التي استمرت نحو 25 عامًا، وتفكك الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وفيه اجتمعت القوى الكبرى على مستوى قارة أوروبا للمرة الأولى لمناقشة القضايا المطروحة، والذي سعى إلى وضع نظام جديد، وامع ذلك استمرت الحروب والنزاعات بأوروبا، وخلفت الكثير من الدماروالكوارث الإنسانية.

    وقد مثلت معاهدة فيينا 1815، علامة فارقة في تاريخ العلاقات الدولية والنظام الدولي، | بالنظر إلى المبادئ التي أقرتها، وفي مقدمتها مبدأ «توازن القوى» الذي عبر عن نفسه في إعادة تشكيل ميزان القوى بشرق أوروبا بين روسيا وبروسيا لضمان عدم قيام أي منهما بالسيطرة على شرق القارة، وتهديد الأمن الأوروبي كله، وتحجيم قوة فرنسا حتى لا تقوى مرة أخرى على تهديد بقية الدول الأوروبية، وتوحيد هولندا وبلجيكا لإيجاد قوة عسكرية شمال فرنسا، | إضافة إلى تعزيز الدور النمساوي من خلال منحه نفوذ جديدة في إيطاليا، حتى تكون هناك إمكانية للتدخل العسكري في فرنسا، إذا استدعت الظروف ذلك.

    وقد أسهم هذا المبدأ توازن القوى في تكريس الأمن والاستقرار في الساحة الأوروبية، ومنع قيام حرب أوروبية واسعة النطاق لما يقرب من مئة عام (1815-1914)، تخللتها حروب قصيرة على رأسها «حرب القرم» و «الحرب البروسية الفرنسية» عام 1870، وهذا بلا شك يؤكد أن المعاهدة وضعت الأسس القوية للسلام في أوروبا من خلال التسويات التي قامت بها. كما خلفت الحرب العالمية الأولى (1914-1919) العديد من الخسائر الفادحة في الأرواح والمعمار والبيئة، وهو الأمر الذي كان وراء إحداث "عصبة الأمم" التي سعت إلى منع نشوب حروب جديدة، لكن عجز هذه الهيئة على منع استخدام القوة في العلاقات الدولية، وفشلها في حل العديد من النزاعات الدولية أدى في النهاية إلى نشوب الحرب العالمية الثانية سنة 1939م، وهو الأمر الذي شكل في مضمونه شهادة وفاة العصبة، ليتم العمل على إنشاء هيئة الأمم المتحدة عام 1945م، والتي شددت في ميثاقها على جعل حفظ الأمن والسلم الدوليين، وتنمية وتطوير العلاقات بين الدول، وحماية حقوق الإنسان ......... على رأس أولوياتها.

    وعلى المستوى النظري فقد مرت العلاقات الدولية بمرحلتين أساسيتين:

    - المرحلة الأولى يمكن أن نطلق عليها مرحلة ما قبل العلمية، من خلال كتابات غلبت عليها المقاربات الدينية والأخلاقية والفلسفية، إضافة إلى كتابات سياسية وقانونية سعى من خلالها كاتبوها إلى توجيه النصح للحكام أثناء تدبيرهم لأمور الحكم (روسو، هوبز، ميكيافيلي....)، قبل أن تظهر في نهاية هذه المرحلة وبالضبط أواخر القرن 19 | بعض الكتابات شبه العلمية (مارکس، إنجلز....) والتي ركزت على بعض القضايا العسكرية والسياسية.

    - المرحلة الثانية وهي مرحلة العلمية في العلاقات الدولية، وظهرت مع بداية القرن 20،
    وظهور كتابات وأبحاث أكثر تخصصا وعمقا في العلاقات الدولية معتمدة على المناهج المتبعة في عدد من العلوم الاجتماعية، وقد واكب ذلك ظهور مؤسسات ومعاهد تهتم بهذه القضايا.

    وحسب العديد من المفكرين، فقد شكلت المرحلة العلمية نقطة انطلاق للبحث والتنقيب من طرف المفكرين والفلاسفة من أجل وضع وإرساء نظريات علمية تمكن من تفسير الظواهر المتصلة بالعلاقات الدولية، على اعتبار أن بناء النظرية يشكل حتما منطلقا لتعميق البحث وتنظيمه، وبالتالي التأسيس لعلم قائم بذاته.

    بالمقابل نجد أن الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي "ريمون أرون" يعتقد بعدم إمكانية التنظير في حقل العلاقات الدولية بالنظر إلى الصعوبات المنهجية والتحولات المعقدة التي يشهدها الواقع الدولي.

    وعليه فقد اختلفت مواقف الباحثين حول تاريخ ميلاد العلاقات الدولية، فالبعض يعتقد أن التنظير في مجال العلاقات الدولية بدأ مع عقد مؤتمر "وستفاليا"، بينما يرى آخرون أن ميلاد العلاقات الدولية كظاهرة برزت قبل هذه الاتفاقية، بينما يرى باحثون ومؤرخون آخرون أن العلاقات الدولية برزت كحقل معرفي قد استأثر بالبحث والاهتمام في بداية القرن العشرين، وخصوصا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، خاصة وأن هذه الفترة عرفت إحداث مؤسسات ومراكز بحث تعنى بالعلاقات الدولية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

    وعموما فقد ظهرت الملامح الأولى لعلم العلاقات الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت سباقة غداة الحرب العالمية الأولى إلى الاهتمام بمواضيعها وتدريسها في جامعاتها، قبل أن ينتقل الأمر بعد ذلك إلى بريطانيا وإلى عدد من الدول الأوروبية الأخرى.

    وسنحاول في هذه المحاضرات تحقيق غايتين أساسيتين ومحوريتين، وهما:

    أولا: التعريف بماهية العلاقات الدولية، وتاريخ نشأتها وتطورها على مر العصور حتى وقتنا الحالي (الفصل الأول)،

    ثانيا: دراسة لبعض المتغيرات الدولية الجديدة وانعكاساتها على مجمل العلاقات الدولية، إضافة إلى التطرق لبعض المفاهيم والمبادئ والنظريات المتداولة على مستوى العلاقات الدولية من قبيل نظرية القوة وتوازن القوى والأمن الجماعي وإدارة الصراع الدولي. (الفصل الثاني).

    التعديل الأخير تم بواسطة FSJES AGADIR; الساعة 21 November 2022, 07:53 PM.
يعمل...
X

AdBlock Detected

Please Disable Adblock

Please consider supporting us by disabling the ad blocker.

I've Disabled AdBlock