إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تلخيص مادة مناهج العلوم القانونية والاجتماعية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ ملخص ] تلخيص مادة مناهج العلوم القانونية والاجتماعية



    أولا- تعریف المنھج

    المنھج لغة ھو الطریق أو النظام كما یعني الكیفیة أو طریقة تعلیم شيء معین وفقا لبعض المبادئ بصورة مرتبة ومنظمة. وفي الاصطلاح المنهج هو فن التنظيم الصحيح لسلسلة الأفكار العديدة إما من أجل
    الكشف عن الحقيقة حيث نكون بها جاهلين أو من أجل البرهنة عليها للآخرين حيث نكون بها عارفين.

    ويعرف الدكتور عبد الرحمان بدوي باعتاباره الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة تهيمن على سير العقل التي تحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة .ويعرفه قاموس ربيير مجموعة الوسائل والإجراءات التي يسلكها العقل للكشف والتدليل على الحقيقة في العلوم.

    تصنیفات كرافیتیز للمنھج:

    - المنهج بالمعنى الفلسفي: مجموعة من القواعد المستقلة عن أي بحث أو مضمون خاص يحيل بالأساس إلى عمليات وأشكال من التفكير تجعل الواقع المراد إدراكه سهل التناول.
    - المنهج طريق للتفسير المنهج هو وسيلة لبلوغ جانب من الحقيقة و الجواب بالأساس على سؤال كيف؟
    - المنهج المرتبط بمجال بميدان معين : يعد مصطلح المنهج مبررا عندما يرتبط بمجال نوعي و يضم طريقة عمل خاصة به.
    اعتمدت كرافيتيز عند تطرقها للغموض الذي يكتنف المنهج باعتباره إحدى أليات المعرفة على الميزة التي تطبعه وهي المساعدة على الفهم الواسع لمسلسل البحث وليس لفهم نتائج البحث العلمي.أي أن القاسم المشترك بين مختلف تصنيفات لمفهوم المنهج هو الغاية من استخدام المنهج التي هي المساعدة على استيعاب وفهم المسلسل الذي تمر به عملية البحث العلمي.

    ثانیا- المنھجیة في العلوم القانونیة:

    علم القانون فرع من العلوم الاجتماعية الأخرى ينطبق عليه ما ينطبق عليها من منهاج البحث العلمي مع تخصيص وملائمة لمتطلبات وخصوصيات العلوم القانونية ,هذه الخصوصية يمكن الحفاظ عليها من خلال التصنيف القائم على ارتباط المنهج بميدان معين والذي هو في هذه الحالة القانون وبالتالي يحق القول بالمنهجية القانونية.

    كما يتم الاستفادة من مزايا المنهج باعتباره طريقة للتفسير.
    ومنه يمكن تعريف المنهجية القانونية بأنها دراسة للطرق و المناهج التي يجب على رجال القانون اتباعها أثناء عملية البحث، وكذا عملية تطبيق القانون أو بشكل عام ليتمكنوا من إيجاد حلول لمشاكل قانونية، و هي غاية لاتدرك فقط بالمعرفة بالقوانين والأنظمة والاجتهاد القضائي.

    هناك مستويات متعددة تقتضي الإلمام بالمنهجية القانونية منها:
    - تطبيق المنهجية في البحوث القانونية.
    - دراسة القاعدة القانونية وتتبعها وإيجاد حلول للمشاكل القانونية المطروحة على أرض الواقع.

    فصل تمھیدي : مراحل تطور المعرفة الإنسانیة وإشكالیة الموضوعیة في مجال العلوم الإنسانیة

    عرف التفكیر العلمي مجموعة من المحطات : الخرافي والمثالي والعلمي.

    المطلب الأول : مراحل تطور المعرفة الإنسانیة

    1- التفكیر الخرافي : ارتبط التفكیر الخرافي بتقدیس زعماء القبائل والكھنة والسحرة وكل من كان یدعي قدرات خارقة وعلاجیة.وقد وقفا ھذا الفكر عائقا أمام بلوغ المعرفة العلمیة الصحیحة حیث عمل على رفض كل المعارف التي لا تتفق معه.

    2- العلم من وجھة نظر الاتجاه المثالي: یتمیز ھذا النوع من التفكیر بإیمان الانسان المطلق بالمعتقدات والدیانات وبكونھا المصدر الفعلي للمعرفة وأن القائمین على الشأن الدیني ھم ملاك للحقیقة.فالحقیقة العلیا في كل مجال من مجالات المعرفة الإنسانیة كانت من تعتبر من أصل دیني.

    أبرز رواد ھذا الفكر أفلاطون الذي یعتبر الدین علم من العوم وأن العلم ھو أعلى درجات المعرفة، لكنه كان یقصد الشق النظري من العلم و لم یتجھ لدراسة الطبیعة وبقي فكره یصبو لما وراء الطبیعة ورغم محاولة تلمیذه أرسطو الاقتراب من عالم الطبیعة فقد بقي فكره منحصرا في المثالیات .

    ھذا المفھوم الذي تمیز بھ العلم في إطار الفكر المثالي الوثني امتد خلال القرون الوسطى في إطار الفكر الدیني المسیحي الكنسي. حیث كرست الكنیسة حصر المعرفة والعلم في أبعاد دینیة وحصر اھتمامات المفكرین والعلماء في نطاق التأمل الفلسفي حتى في تعاملھم مع مظاھر الطبیعة .فیمكن القول أن الكنیسة ساھمت كثیرا في تكریس الجمود الفكري عن طریق اضطھاد العلماء فانعكس ذلك على الشعوب حیث انتشر الجھل والتخلف وعاشت أوربا مرحلة من أسوء مراحل التاریخ .

    3- العلم من وجھة نظر الاتجاه المادي: التیار المادي یرى أن المعرفة تستمد من الوجود المادي أي من خلال الاتصال المادي بالطبیعة ,فالمعرفة حسب ھذا التیار ماھي إلا حلول للمشاكل التي یطرحھا الواقع العملي.

    الاتجاه المادي ینبني على الخطوات التالیة :
    أولا: لمس المشكلة عن طریق الاتصال بالواقع ,المجتمع أو الطبیعة .
    ثانیا: كوضع النظریة لحل الاشكال المطروح .
    ثالثا: تطبیق ھذه النظریة على الواقع ,لنعرف مدى توافقھا مع الواقع العملي أم لا ففي حالة النجاح نكون حققنا معرفة ,و في حالة الفشل نبدأ بصیاغة نظریة أخرى وعلى هذا النمط تتطور المعرفة العلمية في شتى المجالات.
    حسب النظرية المادية أي شيء غير متاح للحواس لا يعتبر معرفة وإنما هو خيال، وعلى ھذا الأساس انتقدت المدرسة المادیة الدین.

    4- موقف الدین الإسلامي من المدرسة المثالیة والمدرسة المادیة: سبب عدواة النظرية المادية للدين هو الممارسة التعسفية للكنيسة على الفكر. أما الإسلام فقد أعطى للعلم قيمته الحقيقية ,كما أنه وازن بين الطابع المادي للعلم وبين المعتقدات الدينية الغيبية.

    المطلب الثاني : إشكالیة الموضوعیة في مجال العلوم الإنسانیة

    العلوم الطبيعية أو العلوم الحقة عرفت تقدما وتطورا كبير ,بخلاف العلوم الإنسانية التي انعكست نشاتها المتأخرة على تطور وتقدمها، غير أنه ظهور أزمات نفسية وظواهر اجتماعية جديدة مع التطور السريع والمهول دفعت بالعلوم الإنسانية إلى السعي نحو تحويل الانسان إلى ظاهرة قابلة للدارسة العلمية والموضوعية.لكن ما يميز الانسان عن الظواهر الطبيعية جعل العلوم الإنسانية تعرف مشاكلابستمولوجية - الابستمولوجيا هي دراسة العلم.

    وللتمكن من الوقوف على بعض الإشكاليات المرتبطة بالعلوم الإنسانية نستعين بالتساؤل التالي : ماهي قدرة العلوم الإنسانية على فهم وتفسير الظواهر الإنسانية؟
    موقف جون بياجي :يرى أنه من الصعب تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية لسببين أساسيين:
    - السبب الأول العلاقة بين الذات والموضوع في العلوم الإنسانية تخلق وضعا معقدا ,فالانسان هو الدارس وهو أيضا موضوع الدراسة ويتمخض عن هذا الوضع المتشعب صعوبة استيفاء شرط الموضوعية.
    - السبب الثاني: اعتقاد العالم بأنه يملك معرفة قبلية تجعله قادرا على الاستغناء عن التقنيات العلمية.
    يرى بيجي أيضا أن الباحثين في العلوم الإنسانية ينطلقون من خلفيات فلسفية وإيديولوجية.

    موقف فيلهام دلتاي: ينطلق من تصور منهجي لكل من العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية.
    فالعلوم الطبيعية أو العلوم الحقة تنظر إلى موضوعها باعتباره ظاهرة خارجية. أما العلوم الإنسانية فالمناهج التي تدرس بها تختلف عن العلوم الطبيعية فالطبيعة نفسرها والحياة النفسية نفهمها.

    فالعلوم الإنسانية تتعامل مع ظاهرة حية كلية لا يمكن تجزيئها كما هو الحال بالنسبة للظواهر الطبيعية القابلة للعزل والدراسة الخارجية. من تم لابد أن تطور العلوم الإنسانية مناهجها.

    وانطلاقا من هذا التصور الفلسفي الأخير فالعلوم الإنسانية تفترض أن تكون الذات هي نفسها الموضوع المدروس ,علاوة على ذلك فالعالم يعتبر طرفا وحكما في وقت واحد، غير أن ذلك لايجب أن يؤثر في النظرة إلى القيمة العلمية لهذه الأمور.

    فالغاية الابستمولوجية من إبراز التداخل بين الذات والموضوع يتحدد في تحديد الشروط المنهجية التي يجب اعتمادها.نفس الإشكاليات تعرفها الفيزياء المعاصرة مما جعلها تأخذ بعين الاعتبار تدخل الملاحظ في بناء الظاهرة. وهذا يؤكد غياب القطيعة بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية.

    موقف ميرلوبونتي: يرى أنه لا يجب النظر إلى الإنسان باعتباره موضوعا للعلوم الطبيعية أو الإنسانية، فالذات ذات هي المصدر الحقيقي للعالم المادي، فلولا وجود الذات لما كان للعالم أبعاد وجهات، ومن ثمة فالواقع يوجد انطلاقا من الذات و من أجلها.فمصدر المعرفة الإنسانية هو تفاعل الذات مع العالم من خلال التجربة التي تعيشها هذه الذات.

    للخروج من هذا الإشكال العلمي يمكن أن نقول أن وجود العلوم الطبيعية ساعد العلوم الإنسانية على تطوير نفسها والبحث عن مناهج تميزها. ومسألة الموضوعية المطروحة ليست تشكيكا في قيمة هذه العلوم وإنما يتعلق الأمر بنقاش ابستمولوجي يمكنه إغناء العلوم اللإنسانية ودفعها لتوخي الدقة من خلال إدارك خصوصيات الموضوع المدروس، لأن جميع الصعوبات تتمثل في طبيعة الظاهرة الإنسانية كظاهرة معقدة ومتغيرة وواعية.

    المحور الأول : ماھیة مناھج البحث العلمي وتصنیف المناھج

    المبحث الأول : مفھوم علم المناھج


    عمل الفلاسفة الغربیون على تأسیس علم المناھج كعلم مستقل قائم بذاته له أسسه ومبادئه وأھم ما یمیزه ھو أن كل العلوم تسعى للتقرب منھ باعتباره المحدد الأول لأي معرفة من المعارف .كما أن العلوم الإنسانیة تفتخر بعلمیتھا كلما نجحت في تطبیق المناھج العلمیة داخل مجالھا.

    المطلب الأول : تعریف علم المناھج

    علم المناھج ھو العلم الذي یبحث في مناھج البحث العلمي والطرق العلمیة التي یكتشفھا ویستخدمھا العلماء والباحثون من أجل الوصول للحقیقة. وقد استخدمت كلمة علم المنھجیة أو علم المناھج لأول مرة على ید الفیلسوف كانت عندما قسم المنطق إلى قسمین ھما:
    - مذهب المبادئ : الذي يبحث في الشروط والطرق الصحيحة للحصول على المعرفة.
    - مذهب المناهج : الذي يهتم بتحديد الشكل العام لكل علم وتحديد الطريقة التي يتكون بها كل علم من العلوم.

    المطلب الثاني : تكوین علم المناھج

    الإشكالية المطروحة : هل يتم تكوين علم المناهج بواسطة رجال المنطق والفلاسفة مسبقا، يضعونه في صورة مبادئ و قواعد علمية ,بعد ذلك يجب على الباحث والعالم المتخصص أن يلتزم به ويسير على هديه، عند القيام بأبحاثه العلمية ؟ ام أن الأمر يعود إلى الباحث والعالم المتخصص؟

    موقف كلود برنار في كتابه المدخل لدراسة الطب التجريبي، قرر أن المناهج لايمكن ان تدرس نظريا كقوانين نظرية فهي تتكون داخل ميدان البحث والعمل، فالباحث لايجب أن يتقيد بمنهج ومذهب فلسفي معين أثناء القيام بأبحاثه العلمية.

    الدكتور عبد الرحمان بدوي : يرى ضرورة وحتمية تكامل وتعاون وتساند كل من العالم المتخصص والفيلسوف المنطقي في تكوين المناهج وعلم المناهج.

    ما أجمع عليه العلماء أن عملية تكوين مناهج البحث العلمي وعلم المناهج عملية يشترك فيها العالم المختصص والفيلسوف المنطقي بصورة تكامل وتساند وتعاون. فالعالم المتخصص يقوم في المرحلة الأولى ببيان المنهج الذي اكتشفه واتبعه في بحوثه ودراسته الدراسة العلمية المتخصصة في إطار علم من العلوم، ثم يقدم تقريرا أو أطروحة أو مقالا عن ذلك، ثم يأتي عالم اخر أوسع علما وأفقا، وذو عقلية تأملية شمولية وعامة، ليقوم بعملية المراقبة والتنسيق بين التقارير والنتائج التي توصل إليها العلماء المتخصصون في مختلف فروع العلوم. ومنه نصل أن كافة المناهج العلمية صالحة لكافة العلوم وليس هناك تخصيص للمناهج. ويمكن استخدام كافة المناهج العلمية في بحث علمي واحد في نطاق علم واحد هذا من شأنه منح بحث علمي كامل و شامل و ذو براهين قوية.

    المطلب الثالث : مدى إمكانیة إخضاع العلوم الإنسانیة للمنھج العلمي

    لم يقبل العلماء فكرة تطبيق المنهج العلمي على العلوم الإنسانية بسهولة نظرا لخصائصها المتنوعة والمتمثلة في:
    - الظواهر الإنسانية معقدة ومتشابكة.
    - الظواهر الإنسانية حركية وسريعة التغيير والتفاعل.
    - فقدان التجانس بين الظواهر السلوكية الإنسانية.
    - صعوبة استخدام الظاهرة الإنسانية في المختبر العلمي.
    - غياب الموضوعية عند دراسة الظاهرة الإنسانية.
    من أجل تذليل هذه الصعوبات التي تعيق إخضاع العلوم الإنسانية للمنهج العلمي طرح علماء العلوم الإنسانية قاعدتين هما:
    - اعتبار الظواهر الاجتماعية أشياء عند دراستها فالشيء هو كل ما يصلح أن يكون مادة للمعرفة بالتالي تصبح الظواهر الاجتماعية قابلة للإدراك خارج ذاتية الباحث.
    - استبعاد كل العوامل النفسية التي تبعث في نفس الباحث الشعور بالقهر الاجتماعي.
    إضافة إلى ذلك دعا إميل دور كايم إلى عزل الظواهر الاجتماعية عن فكر وجعلها كيانا قائما بذاته خارج مجال التأثير على الباحث.

    المبحث الثاني : تصنیف مناھج البحث العلمي

    الفرع الأول : التصنيف التقليدي لمناهج البحث العلمي

    تم تصنيف مناهج البحث العلمي إلى عدة تصنيفات منها:
    - التصنيف الأول : المنهج التحليلي، المنهج التركيبي، المنهج التحليلي الاكتشافي أو منهج الاختراع (هدفه اكتشاف واختراع الحقائق بهدف تعليمها ونشرها للاخرين) المنهج التركيبي أو التأليفي (هدفه تركيب وتأليف الحقائق).
    ما يعاب على هذا التصنيف أنه ناقص لأنه يتحدث عن الأفكار فقط و لايشمل القوانين والظواهر ,كما أنه لا يصلح لكافة فروع العلم والمعرفة.
    - التصنيف الثاني: المنهج التلقائي (و هو المنهج الذي يسير فيه العقل سيرا طبيعيا نحو المعرفة أو الحقيقة دون تحديد سابق للأساليب والقواعد).
    المنهج العقلي التأمليهو المنهج الذي يسير فيه العقل و الفكر في نطاق أصول و قواعد منظمة من أجل اكتشاف الحقيقة أو الحصول على المعرفة).
    هذا التصنيف يعاب عليه تحدثه عن طرق ووسائل الحصول على المعرفة والشروط العقلية العلمية وليس مناهج البحث العلمي كمناهج لها أصول و قوانين.

    الفرع الثاني : التصنيف الحديث لمناهج البحث العلمي

    - تصنيف ويتني : رتب الفقيه ويتني المناهج العلمية على النحو التالي:
    المنهج الوصفي، المنهج التاريخي، المنهج التجريبي، البحث الفلسفي، البحث التنبؤي، البحث
    الاجتماعي، البحث الإبداعي.
    تصنيف ماكيز : المنهج الانتروبولوجي، المنهج الفلسفي، منهج دراسة الحالة، المنهج التاريخي، منهج المسح، المنهج التجريبي.

    ما يلاحظ على هذه التصنيفات أن أصحابها بالغوا في تحديد مناهج البحث العلمي، فقد أقحموا بعض أنواع البحوث العلمية وطرق الحصول على المعرفة والثقافة، وكذا بعض أجزاء المناهج الأصيلة.

    لكن هناك مناهج أصلية وأخرى فرعية متفق عليها من طرف علماء علم المناهج وهي:

    المناهج الأصلية: المنهج الاستدلالي، النهج التاريخي، المنهج التجريبي، المنهج
    الجدلي.

    المناهج الفرعية: هي التي لم يتفق العلماء على اعتبارها أصلية وهي : المنهج
    الوصفي، المنهج الإحصائي، المنهج التحليلي، المنهج المقارن ...


    المبحث الثالث: المناھج العلمیة الأصلیة والفرعیة

    الفرع الأول: المناھج العلمیة الأصلیة أو الأساسیة

    المطلب الأول : المنھج الاستقرائي الاستنباطي

    الفقرة الأولى : المنھج الاستقرائي


    المنھج الاستقرائي ھو عملیة ملاحظة الظواھر وتجمیع البیانات عنھا للتوصل إلى مبادئ عامة وعلاقات كلية. وينبني على فكرة أساسية مفادها أن الباحث ينتقل أثناء تحليله لموضوع البحث من فكرة الجزء إلى الكل ومن الخاص إلى العام، حيث يبدأ بالتعرف على الجزئيات ثم يقوم بتعميم النتائج على الكل.

    وعمل أرسطو على تقسيم الاستقراء إلى نوعين:

    - استقراء الكامل : هو استقراء يقيني يقوم على ملاحظة جميع أجزاء الظاهرة موضوع البحث ,لإصدار الحكم الكلي على مجموع الظاهرة المدروسة.

    - الاستقراء الناقص: هو استقراء غير يقيني حيث يقوم الباحث بدراسة بعض أجزاء الظاھرة، دراسة شاملة، ثم یقوم بتعمیم النتائج على الكل.

    الفقرة الثانیة : المنھج الاستنباطي

    یعمل الباحث في المنھج الاستنباطي من فكرة أساسھا أن الباحث ینتقل في تحلیلھ لموضوع البحث من الكل إلى الجزء أو من العام إلى الخاص .
    بسبب الانتقادات الموجھة لأسلوبي المنھجین الاستنباطي والاستقرائي حول دقة نتائجھما، استلزم الامر المزج بینھما للوصول إلى العلم والمعرفة الدقیقة وھذا الأسلوب الجدید سمي بالمنھج العلمي الحدیث.

    المطلب الثاني : المنھج الاستدلالي وتطبیقاتھ في مجال العلوم القانونیة

    الفقرة الأولى : مفھوم المنھج الاستدلالي

    الاستدلال ھو البرھان الذي یبدأ من قضایا مسلم بھا ویسیر إلى قضایا تنتج عنھا بالضرورة، دون الالتجاء إلى التجربة وهذا السير قد يكون بواسطة القول أو بواسطة الحساب.
    المجال الأصلي لتطبيق الاستدلال هو الرياضيات لكنه في سائر العلوم الأخرى.

    1- مبادئ الاستدلال:

    قد قسم رجال المنطق القدماء مبادئ الاستدلال إلى: البدیھیات، المسلمات، التعريفات.

    أـ البديهيات: البديهية هي قضية بينة بنفسها, وليس من الممكن البرهنة عليها، فهي صادقة بلا برهان..
    ب- المسلمات: المسلمات أقل يقينية من البديهيات، ولكن يصادق على صحتها ويسلم بها تسليما، بالرغم من عدم بيانها بوضوح للعقل، ولكن نظرا لفائدتها المتمثلة في إمكانية استنتاج منها العديد من النتائج دون الوقوع في تناقض..

    ج ـ التعريفات: يراد بها، التعبير عن ماهية الشيء المعرف بمصطلحات مضبوطة، يجمع من خلاله كل صفات الشيء ويمنع دخول صفة أو خصائص خارجة عنه حیث یصبح التعریف جامعا مانعا .

    2- أدوات الاستدلال:

    أ- البرھان : وھو عملیة منطقیة تنطلق من قضایا أولیة صحیحة إلى قضایا ناتجة عنھا بالضرورة وفقا لقواعد منطقیة خالصة.

    ب- القیاس: وھو عملیة أو قضیة عقلیة منطقیة، تنطلق من مقدمات مسلم بھا، إلى نتائج غیر مضمون صحتھا.

    ج- التجریب العقلي: ھو قیام الباحث داخل عقلھ بكل الفروض والتجارب التي یعجز عن القیام بھا في الخارج .

    الفقرة الثانیة : نطاق تطبیق المنھج الاستدلالي في مجال العلوم القانونیة

    المنهج الاستدلالي يعد من بين المناهج الأساسية التي تعتمد عليها الدراسات القانونية، على وجه الخصوص مجل القضاء والتشريع من خلال استخدام أدوات القياس لحل النزاعات والتوصل إلى نتائج صائبة.


    المطلب الثاني : المنھج التاریخي وتطبیقاته في مجال العلوم القانونیة

    الفقرة الأولى : مفھوم المنھج التاریخي

    عرف المنھج التاریخي عدة تعریفات عامة وخاصة، منھا التعریف العام الذي یقرر صاحبھ أنه: "الطریقة التاریخیة التي تعمل على تحلیل وتفسیر الحوادث التاریخیة، كأساس لفھم المشاكل المعاصرة، والتنبؤ بما سیكون علیه المستقبل". ومنھا التعریف التالي الذي یتمیز بنوع من الدقة: ھو وضع الأدلة المأخوذة من الوثائق والمسجلات مع بعضھا بطریقة منطقیة، والاعتماد على ھذه الأدلة في تكوین
    النتائج التي تؤدي إلى حقائق جدیدة، وتقدم تعمیمات سلیمة عن الأحداث الماضیة أو الحاضرة أو على الدوافع والصفات الإنسانیة.

    ویمكننا القول أن المنھج التاریخي ھو منھج بحث علمي، یقوم بالبحث والكشف عن الحقائق التاریخیة، من خلال تحلیل وتركیب الأحداث والوقائع الماضیة المسجلة في الوثائق والأدلة التاریخیة، وإعطاء تفسیرات وتنبؤات علمیة عامة في صورة نظریات وقوانین عامة وثابتة نسبیا.

    1ـ اختیار الموضوع تحدید المشكلة العلمیة التاریخیة:

    أي تحدید المشكلة أو الفكرة العلمیة التاریخیة التي تقوم حولھا التساؤلات والاستفسارات التاریخیة, الأمر الذي یؤدي إلى تحریك عملیة البحث التاریخي، لاستخراج فرضیات علمیة تكون الإجابة الصحیحة والثابتة لھذه التساؤلات .

    2ـ جمع وحصر الوثائق التاریخیة:

    بعد عملیة تحدید المشكلة، تأتي مرحلة جمع كافة الحقائق والوقائع المتعلقة بالمشكلة، وذلك عن طریق حصر وجمع كافة المصادر والوثائق والآثار والتسجیلات المتصلة بعناصر المشكلة، ودراسة وتحلیل ھذه الوثائق بطریقة علمیة للتأكد من صحتھا وسلامة مضمونھا.
    ونظرا لأھمیة وحیویة ھذه المرحلة أطلق البعض على المنھج التاریخي اسم "منھج الوثائق"، فالوثائق التاریخیة ھي جوھر المنھج التاریخي.

    والوثیقة في اللغة الأداة والبینة المكتوبة الصحیحة والقاطعة في الإثبات. أما في الاصطلاح فھي: "جمیع الآثار التي خلفتھا أفكار البشر القدماء.
    والوثائق أوسع من النص المكتوب, حیث تشمل كافة الوثائق والمصادر والأدلة والشواهد التاريخية، أصيلة وأولية، أو ثانوية وتكميلية، مكتوبة أو غير مكتوبة، رسمية أو غير رسمية، مادية أو غير مادية، والتي تتضمن تسجيلا لحوادث ووقائع تاريخية، أو لبعض أجزائها وعناصرها، يعتمد عليها في البحث والتجريب للوصول إلى الحقيقة التاريخية المتعلقة بالمشكلة محل الدراسة والبحث.

    3ـ نقد الوثائق التاریخیة:

    بعد عملیة حصر وجمع الوثائق التاریخیة، تأتي مرحلة فحص وتحلیل ھذه الوثائق، تحلیلا علمیا دقیقا، عن طریق استخدام كافة أنواع الاستدلالات والتجریب، للتأكد من مدى أصالة وهوية وصدق هذه الوثائق.

    وتعرف عملية التقييم والفحص والتحليل هذه، بعملية النقـد, وهذا النقد قد يكون نقدا خارجيا وقد يكون نقدا داخليا.

    ـ النقد الخارجي للوثائق التاريخية: يستهدف هذا النقد التعرف على هوية وأصالة الوثيقة، والتأكد من مدى صحتها، وتحديد زمان ومكان وشخصية المؤلف للوثيقة، وكذا ترميم أصلها إذا طرأت عليها تغيرات، وإعادتها إلى حالتها الأولى.

    ـ النقد الداخلي للوثائق التاريخية: وتتم عن طريق تحليل وتفسير النص التاريخي والمادة التاریخیة، وھو ما یعرف بالنقد الداخلي الإیجابي، وبواسطة إثبات مدى أمانة وصدق الكاتب ودقة معلوماته.

    الفقرة الثانیة: تطبیق المنھج التاریخي في مجال العلوم القانونیة

    المنھج التاریخي یقوم بدور حیوي في مجال الدراسات القانونیة ,التي تتمحور حول الوقائع والأحداث.فبواسطة المنھج التاریخي یمكن معرفة الحقائق العلمیة التاریخیة عن أصل وأساس وغایة القانون ,في كافة راحل و عصور التاریخ الإنساني وذلك بطریقة علمیة صحیحة.و تزداد أھمیة ھذا المنھج في الدراسة القانونیة عندما نعلم أن معظم الأفكار والدراسات والأبحاث القانونیة ترجع في أصول وجذور أبحاثھا إلى المنھج التاریخي.

    المطلب الثالث: المنھج التجریبي وتطبیقاته في مجال العلوم القانونیة

    الفقرة الأولى : مفھوم المنھج التجریبي

    المنھج التجریبي ھو تغییر متعمد ومضبوط وفق الشروط المحددة لواقعة معینة، وملاحظة التغييرات الناتجة في هذه الواقعة ذاتها وتفسيرها. فهو يقوم أساسا على أسلوب التجربة العلمية، حيث تكشف عن العلاقات السببية بين المتغيرات المختلفة، و تتفاعل مع القوى التي تحدث في الموقف التجريبي.

    مميزات المنهج التجريبي:
    - أنه أقرب المناهج للطريقة العلمية.
    - أنه منهج علمي خارجي حيث يعتمد على التجربة الخارجة عن العقل.
    - أنه منهج موضوعي ,أي النتائج المتحصل عليها معن طريق التجربة تفرض نفسها على العقل حتى وإن كانت تتعارض مع رغبة الباحث وميوله النفسي.

    الفقرة الثانیة : أسس المنھج التجریبي ومراحله

    ینبني المنھج التجریبي على ثلاث مقومات أساسیة ھي الملاحظة ,الفرضیة العلمیة والتجربة.

    1- الملاحظة أو المشاھدة العلمیة : الملاحظة العلمیة ھي الخطوة الأولى في البحث
    العلمي، وهي المحرك الأساسي لبقية العناصر.
    والملاحظة بالمعنى العام هي الانتباه العفوي إلى حادثة أو واقعة أو ظاهرة دون قصد.أما الملاحظة العلمية، فهي المشاهدة الحسية المقصودة والمنظمة والدقيقة، للحوادث والأشياء والظواهر ,بغية اكتشاف أسبابها وقوانينها ونظرياتها.

    شروط الملاحظة العلمية:
    - يجب أن تكون الملاحظة كاملة أي يجب على الباحث أنم يلاحظ كافة العناصر التي لها صلة بالموضوع أو الظاهرة.
    - يجب أن تكون الملاحظة العلمية ,نزيهة وموضوعية ومجردة ولا تتأثر بفرضيات وأحاسيس سابقة.
    - يجب أن يكون الملاحظ مؤهلا وقادرا ومختصا وعالما.

    2- الفرضية العلمية : الفرضية لغة هي التخمين أو الاستنتاج، واصطلاحا تعني التفسير المؤقت لوقائع وظواهر معينة لا تزال بمعزل عن الامتحان، وبعد امتحانها، تصبح قوانين تفسر الظاهرة.

    3- التجربة: بعد عملية إنشاء الفرضية تأتي عملية التجربة على الفرضيات لإثبات مدى سلامتها وصحتها.

    الفقرة الثالثة : نطاق تطبیق المنھج التجریبي في مجال العلوم القانونیة

    طبق المنھج التجریبي في العدید من الدراسات القانونیة، حیث برز ذلك في مجالات قانونية عديدة منها مثلا :علاقة القانون بالبيئة الاجتماعية، علاقة القانون بالسلطة والقانون.كما ازدهر استخدام المنهج التجريبي في مجال العلوم الجنائية بعدما تم اكتشاف حتمية العلاقة والتكامل بين العلوم الجنائية وعلم النفس الجنائي، و علم الاجتماع القانوني وعلم الطب النفسي وعلم الطب العيادي وعلم الوراثة.

    أكثر فروع العلوم القانونية قابلية لتطبيق المنهج التجريبي هو قانون المسطرة الجنائية وقانون التنظيم القضائي والقانون الجنائي والقانون الإداري، نظرا لطبيعتهم الخاصة وارتباطهم بالواقع.

    المطلب الرابع : المنھج الجدلي الدیلیكتیكي وتطبیقاته في مجال العلوم القانونیة

    الفقرة الأولى: التعریف بالمنھج الجدلي

    یقوم المنھج الجدلي على أساس فكرة تقول أن كل الأشیاء والظواھر والعملیات والحقائق الطبیعیة، والاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة ھي دائما في حالات ترابط وتشابك وتداخل ودائما في حالات صراع وتناقض.
    وهو منهج قديم من عهد الإغريق في فلسفته وأسسه، وتم بناؤه كمنهج علمي لدراسة وتحليل الحقائق والأشياء والظواهر والعمليات حديثا على يد الفيلسوف الأماني هيجل الذي اكتشف قوانين هذا المنهج المتمثلة في قانون تحول التبادلات الكمية إلى نوعية، وقانون وحدة وصراع الأضداد، وقانون نفي النفي.غير أن الفيلسوف فورباخ انتقد النزعة المثالية عند هيجل ونادى بضرورة اتسام واتصاف الدياليكتيك بالنزعة المادية كي يصبح موضوعيا وواقعيا وعلميا. وبعد ذلك قام كارل ماركس بإعادة صياغة الدياليكتيك صيغة مادية علمية عملة حيث أبقى على كل نظرياتها وأسسها إلا أنه
    نزع منها الطبيعة المثالية.

    و يتميز المنهج الجدلي بخصائص أساسية تتمثل في:
    - هو منهج علمي موضوعي.
    - هو منهج عام وشامل يكشف معرفة وتعريف كافة الظواهر والعمليات العلمية، النظرية والطبيعية والاجتماعية والسياسية والتنظيمية.

    الفقرة الثانیة : تطبیق المنھج الجدلي في مجال العلوم القانونیة

    في مجال العلوم القانونیة قام المنھج الجدلي بدور كبیر في اكتشاف وتفسیر النظریات والقوانین العلمیة والتنبؤ بھا، مثلا القوانین المتعلقة بتفسیر أصل وغایة الدولة وأصل وغایة القانون. كما استخدم ماركس ھذا المنھج في الكشف والتفسیر ظاھرة الثورة وظھور دولة البرولیتاریا والتفسیر المادي الاقتصادي للتاریخ.

    الفرع الثاني : المناھج العلمیة الفرعیة

    طرح نقاش فكري حول مسألة المناھج العلمیة ھل كلھا أصلیة أم ھناك مناھج علمیة فرعیة؟ وحول ھذا السؤال ھناك من یعتبر المنھج الوصفي والمنھج المقارن والمنھج الإحصائي مجرد أدوات بحث، لأنھا لاترقى إلى درجة المنھج العملي.

    المطلب الأول : المنھج الوصفي ودوره في الدراسات القانونیة

    یتعدى المنھج الوصفى مجرد وصف الظاھرة إلى تحلیل البیانات واستخراج الاستنتاجات ذات الدلالة والمغزى بالنسبة لمشكلة البحث .
    ویعتمد المنھج الوصفي على مناھج فرعیة تتمثل في المنھج المسحي ونھج دراسة الحالة والمنھج المقارن .

    الفقرة الأولى : المنھج المسحي ودوره في الدراسات القانونیة القانونیة

    عرفه وینتي بأنه محاولة منظمة لتحلیل وتأویل الوضع الراھن لنظام اجتماعي. وعرفه مورس بأنه منهج لتحليل ودراسة موقف أو مشكلة وذلك باتباع طريقة عملية منظمة.
    المسح يكون دائما لدراسة موضوع ما في الحاضر.

    مراحل المسح هي : مرحلة تعريف البيئة وبيان حدودها، و مرحلة الوصف الدقيق ومرحلة التحليل وإيجاد العلاقة السببية بين مختلف العوامل المختلفة.

    هناك عدة أنواع من المناهج المسحية منها : المسوح الوصفية، المسوح التفسيرية، المسوح الشاملة، المسوح بالعينة. وهناك المسوح العامة والمسوح المختصة.
    أول من استخدم المنهج المسحي في العلوم القانونية هو جون هوارد حيث قام بمسح اجتماعي للوقوف على حالة المسجونین وقدم نتائج البحث لمجلس العموم البریطاني، الذي أصدر تشریعات ترمي لإصلاح السجون وحالة المسجونین في إنجلترا .

    الفقرة الثانیة : منھج دراسة الحالة ودوره في الدراسات القانونیة

    دراسة الحالة تتناول الموضوع عمودیا، عكس الدراسة المسحیة التي تتناولھ أفقیا. لدراسة الحالة نتبع الخطوات التالیة:
    - تصمیم العینة من خلال تحدید الحالة المراد دراستھا. ثم مرحلة دراسة العینة وتتم عن طریق التاریخ الشخصي للحالة (الوقوف عند كل الحوادث التي مرت بالمبحوث من جھة نظره، ویتم ذلك بالإطلاع على مذكراته الشخصیة التي كتبھا بنفسه)، وتاریخ الحالة (تحصیل المعلومات عن المحیط الذي تعیش فیھ تلك الحالة، كالأسرة والمدرسة ومكان العمل ...).
    - الإجراءات المتبعة في دارسة الحالة ھي المقابلة الشخصیة:
    الملاحظة المعمقة، دراسة الوثائق والسجلات المكتوبة لتسجیل كل المعلومات عن الحالة المدروسة.
    يطبق منهج دراسة الحالة في مجال العلوم القانونية على وجه الخصوص في العلوم الجنائية. مثلا لمعرفة الدوافع الإجرامية، يجب على الباحث التعمق في دراسة الحالة من أجل بناء نظريات جديدة تفسر السلوك الإجرامي.

    الفقرة الثالثة : المنھج المقارن ودوره في الدراسات القانونیة

    المقارنة لا تتم إلا بین شیئین متماثلین ولا یمكن أن یكونا متناقضین.
    المنهج المقارن هو ذلك المنهج الذي يعتمد على المقارنة في دراسة الظواهر حيث يبرز أوجه الشبه والاختلاف فيما بين ظاهرتين أو أكثر.
    استخدام المنهج المقارن في العلوم القانونية حل محل التجربة المستخدمة في العلوم الطبيعية. وعليه فالدراسات القانونية لا تخلو من المنهج المقارن وذلك أن النظام القانوني، لا يمكن اكتشاف ما فيه من نقص وفراغ ... إلا من خلال مقارنته بنظم قانونیة لدول أخرى.

    المطلب الثاني: المنھج الإحصائي ودوره في الدراسات القانونیة

    حاول الكثير من المفكرين جعل المنهج الإحصائي علما له قواعد وقوانين .لكن الرأي العلمي الحديث جعل الإحصاء أداة للقياس ومنهجا للبحث يعتمد على الملاحظة، وجمع البيانات ومقارنتها وتفسيرها.
    مميزات المنهج الإحصائي:
    - يعتبر وسيلة جيدة للتجرد من الذاتية و فهو يقربنا من النتائج الحقيقية العلمية بطريقة موضوعية.
    - يقدم نتائج البحث بصورة كمية تعبر بشكل دقيق عن الظاهرة المدروسة.

    يمر المنهج الاحصائي بالمراحل التالية:

    - تحديد المشكلة موضوع البحث.
    - جمع البيانات الإحصائية من المجتمع.
    - ترجمة البيانات في شكل جداول ومنحنيات بيانية.
    - تصنيف البيانات
    - تحليل البيانات.
    - استخلاص النتائج القابلة للتعميم.

    دور هذا العلم في مجال الدراسات القانونية هو توفير أدوات رياضية للباحث يستطيع من خلالها ترجمة وتحويل العبارات الفضفاضة إلى أرقام دقيقة، تعكس نتائج البحث وتضفي عليه طابع الدقة والعلمية.


    المحور الثاني : منھجیة إعداد البحوث العلمیة القانونیة
    المبحث الأول : ماھیة البحث العلمي


    المطلب الأول : تحدید وضبط مفھوم البحث العلمي

    الفقرة الأولى : العلم والمعرفة

    عرف الفقھاء العلم بأنه نشاط یھدف إلى وزیادة قدرة الإنسان على السیطرة على الطبيعة. فهو نشاط إنساني موجه إلى وصف الظواهر التي يدرسها ويصنفها إلى أنواع مختلفة.
    ولايقتصر العلم على وصف الظواهر، بل يهدف أيضا إلى اكتشاف العلاقات بين الظواهر المختلفة، ويهدف أيضا إلى التنبؤ بالمستقبل وتقديم التوصيات، وحل المشكلات بناء على الأسلوب العلمي المنطقي التحليلي.

    والعلم أحد فروع المعرفة .و المعرفة نوعان:
    - معرفة عامة :تحصل من خلال المشاهدة والتعامل اليومي.
    - معرفة خاصة :عملية دقيقة لاتستند إلى الحدس والاحتكاك فقط، بل أيضا عن طريق التعلم والتحليل المنهجي والشامل للموضوع محل الدراسة.

    الفقرة الثانیة: تعریف البحث العلمي

    البحث في اللغة ھو التفتیش والتقصي عن الحقیقة. وفي الجانب الاصطلاحي له عدة تعریفات منھا:
    - البحث العلمي ھو التقصي المنظم بإتباع أسالیب ومناھج علمیة محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها وإضافة الجديد لها.
    - البحث العلمي هو وسيلة للاستعلام والاستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة ,على ان يتبع في هذا الفحص والاستعلام الدقيق خطوات منهج البحث العلمي واختيار طريقة البحث وجمع البيانات.
    - البحث العلمي هو الدراسة الموضوعية التي يقوم بها الباحث حسب الاختصاصات الطبيعية أو الإنسانية، والتي تهدف إلى معرفة واقعية ومعلومات تفصيلية عن مشكلة معينة يعاني منها المجتمع.

    وهناك تعريفات فقهية متعددة للبحث العلمي:
    - يعرفه دالين بأنه محاولة دقيقة ومنظمة ونافذة للتوصل إلى حلول لمختلف المشكلات التي تواجهها الإنسانية وتثير قلق وحيرة الإنسان.
    - يعرفه ويتني بأنه العمل الفعلي الدقيق الذي يؤدي إلى اكتشاف حقائق و قواعد عامة يمكن التأكد من صحتها.
    - يعرفه بولنسكي أنه استقصاء منظم بهدف استكشاف معارف، والتأكد من صحتها عن طريق الاختبار العلمي.

    هذه التعريفات للبحث العلمي تتفق وتشترك فيما بينها في النقاط التالية:
    - أنه سلوك إجرائي وأسلوب منهجي علمي.
    - يعتمد على منهجية علمية في جمع البيانات وتحليلها.
    - يهدف البحث العلمي إلى زيادة الحقائق التي يعرفها الانسان ليكون أكثر قدرة على التكيف مع البيئة.
    - يختبر البحث العلمي المعارف التي يتوصل إليها قبل إعلانها بهدف التأكد منها.
    - البحث العلمي يشمل كل ميادين المعرفة و يعالج شتى أنواع المشاكل.

    المطلب الثاني : أھمیة البحث العلمي

    أصبح البحث العلمي یلعب دورا فعالا في تطویر المجتمعات اإنسانیة المعاصرة على اختلاف مواقعھا، وتزویدھا بإمكانیة امتلاك أسباب النماء على أسس قویة لتطویر الحیاة بصفة عامة.فھو یساعد على إضافة وبعض المعلومات الجدیدة أو تصحیحھا أو إجراء تعدیلات أساسیة للتغلب على الصعوبات التي نواجھھا سواء كانت اقتصادیة أو اجتماعیة أو سیاسیة أو بیئیة ...

    المطلب الثالث : أھداف البحث العلمي

    ھناك ثلاث أھداف للبحث العلمي:

    - الهدف الأول : دراسة الواقع لفهم الظاهرة موضوع البحث والتعرف على الظروف والعوامل المؤثرة فيه، وفهم العلاقات المترابطة، إضافة إلى فهم قوانين الطبيعة وتوجيهها لخدمة الإنسان.

    - الهدف الثاني : الضبط والتحكم في الظواهر والتدخل لمنع أي ظواهر غير مرغوب فيها، وإنتاج ظواهر أخرى مرغوب فيها فالبحث العلمي يعمل على إيجاد الحلول للمشكلات المختلفة التي تواجه الانسان.

    - الهدف الثالث : التنبؤ وهو أهم أهداف البحث العلمي، ويشترط فيه أن يكون مبنيا على أساس علمي سليم وبعيدا عن التخمين.


    المطلب الرابع : خصائص البحث العلمي

    1- الموضوعیة : الموضوعیة ھي التجرد والحیاد في الرأي والموقف أو ھي دراسة واقع الإشكالیة المطروحة وفق مقومات علمیة خالصة ومجردة، بھدف الوصول إلى أكبر صدق ممكنو عكسھا الذاتیة .بالنسبة للعلوم الإنسانیة فإشكالیة الموضوعیة تثار بحدة مقارنة مع العلوم الطبیعیة، لأن العلاقة بین الموضوع والذات في العلوم الإنسانية متداخلة. والتخلص من الذاتية صعب لكنه غير مستحيل فقد دعا إميل دوركايم إلى ضرورة التعامل مع الظاهرة الإنسانية كأنها كيان مادي خارج عن وعينا وفكرنا.

    2- إمكانية تكرارية النتائج و تعميمها : يمكن الحصول على نفس النتائج تقريبا، إذا ما تم إتباع نفس المنهجية العلمية ووفق خطوات البحث مرة أخرى وبنفس الشروط، كما يمكن تعميم النتائج على الحالات المشابهة في نفس البلد أو بلد اخر، فالقدرة على التعميم تساهم في الاستفادة من البحث بدرجة قصوى في المجالات المختلفة.
    أما في حالة عدم القدرة على الحصول على مسألة التعميم فإن البحث العلمي يصبح أقل أهمية و أقل فائدة.

    3- التبسيط والاختصار: أي التبسيط المنطقي في معالجة الإشكالية، والتناول المنطقي والمترابط والمنظم لأهم الأفكار، فأي تعقيد فهو لايخدم مصلحة البحث العلمي ويقص من قميته العلمية. لكن هذا لا يعني عدم اللجوء للدراسة العميقة واستخدام المناهج العلمية.

    4- التراكم المعرفي : يقصد به تراكم المعارف.ومن هنا تنشأ أهمية البحوث والدراسات السابقة لإجراء بحث جديد.

    5- التنظيم : ويكون عن طريق اختيار واتباع منهج علمي صحيح، للوصول إلى نتائج سليمة.

    المطلب الخامس : الصفات والشروط المتطلبة في الباحث

    ھناك مجموعة من الشروط منھا:
    - الرغبة الجادة والصادقة في البحث.
    - الصبر والعزيمة على استمرارية البحث وتحمل الصعاب.
    - تقصي الحقائق وجمع البيانات بصدق وأمانة.
    - التجرد العلمي والموضوعية، والبعد عن الأهواء والعاطفة.
    - البعد عن التصميم وإصدار نتائج وأحكام مسبقة.

    المبحث الثاني: الخطوات الأساسیة المتبعة في البحث العلمي

    تتمثل خطوات إنجاز البحث العملي في ما یلي : الملاحظة، الفرضیة، التجربة والنتیجة.

    المطلب الأول : الملاحظة

    تعتبر الملاحظة أقدم وسائل جمع المعلومات.
    تعرف الملاحظة بأنها تلك الوسيلة التي نحاول بها التحقق من السلوك الظاهري للأشخاص، وذلك بمشاهدتهم وهم يعبرون عن أنفسهم في مختلف الظروف والمواقف التي اختيرت لتمثل ظروف الحياة العادية أو لتمثيل مجموعة خاصة من العوامل.
    ويمكن تعريفها بشكل مختصر بكونها إدراك الظاهر والوقائع والعلاقات عن طريق الحواس.

    هناك نوعين من الملاحظة:

    - الملاحظة الحسية هي تلك الملاحظة المستمدة من حواس الإنسان الخمس وهي متوفرة لكل الناس وتسمى الملاحظة العادية.

    - الملاحظة الإدراكية، وهي تلك الملاحظة التي يكون مصدرها العقل ويتم فيها استخدام منهج معين ويطلق عليه اسم الملاحظة العلمية.

    المطلب الثاني : الفرضیة

    الفرضیة تفسیر مؤقت أو محتمل ,یوضح العوامل أو الأحداث أو الظروف التي یحاول الباحث فھمھا ویمكن القول إن الفرضیة ھي إجابة مؤقتة للسؤال المطروح .

    أشكال الفرضیة :

    1- فرضیة أحادیة یتم التركیز فیھا على ظاھرة واحدة بھدف التنبؤ بالتطورات التي تقع علیھا .
    2- فرضیة ثنائیة یتم التركیز على ظاھرتین أساسیتین یربط بینھما التنبؤ، بمعنى أن إحدى الظاھرتین تتغیر بتغیر الظاھرة الأخرى.
    3- فرضیة متعددة یتم التركیز على ظواھر متعددة، وعد ذلك یعمد الباحث إلى الدراسة والتحلیل والمقارنة بین الظواھر للوقوف على الفوارق الحاصلة بینھم وأسباب ھذا الاختلاف المطروح.

    المطلب الثالث : التجربة

    التجربة ترتبط بمجال العلوم الطبیعیة أو العلوم الحقة، أما في العلوم الاجتماعیة ومنھا العلوم القانونیة خصوصا فمن المتعذر التجارب لتعقد الظاھرة الإنسانیة
    كموضوع للدراسة ومنه تحل المقارنة مكان التجربة .فقد إمیل دور كایم "المقارنة تجریب غیر مباشر" لأن الظاھرة الاجتماعیة متغیرة في الزمان والمكان وھذا التغیر یتطلب من الباحث استخدام أسلوب المقارنة ,عكس الظاھرة الطبیعیة التي باثتتسم بالت .

    المطلب الرابع : النتیجة

    البحث في العلوم الطبیعیة یختلف عن البحث في العلوم الإنسانیة وھذا الأمر بظھر بشكل جلي في النتیجة المحصل علیھا :
    فما یتم التوصل إلیه في العلوم الطبیعیة یطلق علیه اسم القانون.
    وما یتم التوصل ةإلیه في العلوم الإنسانیة یطلق علیه اسم النتیجة النسبیة. لأن الباحث في العلوم الإنسانیة ھو جزء من الظاھرة المدروسة مما یؤدي إلى تكییف نتائج الدراسة وفقا لمیولاته ولما یراه مناسبا .

    المبحث الثالث : الأدوات الأساسیة المتبعة في البحث العلمي

    ھي العینة والاستبیان والمقابة.

    المطلب الأول : العینة

    العینة عبارة عن مجموعة جزئیة من مجتمع الدراسة التي یتم اختیارھا بطریقة معینة لإجراء الدراسة علیھا، وبعد استخلاص النتائج یتم تعمیمھا على كامل مجتمع الدراسة الأصلي.

    ھناك نوعین كبیرین من العینة:

    - العينة الاحتمالية : هي تلك العينة التي تعتمد على نظرية الاحتمالات أي احتمال وقوع الحدث، بحيث يكون لكل عنصر من مجتمع البحث الأصلي حظ محدد ومعروف ليكون من بين العناصر المكونة للعينة، يجب أن تكون لدينا قائمة تشمل كل عناصر مجتمع البحث المراد دراسته.

    - العينة غير الاحتمالية : يقصد بها أن احتمال اختيار عنصر من مجتمع البحث غير معروف، بحيث إنه من المستحيل أن نعرف منذ البداية حظ كل عنصر ضمن عينة محل الدراسة.

    المطلب الثاني : الاستبیان

    الاستبیان ھو أداة أو وسیلة جمع المعلومات المتعلقة بموضوع البحث، عن طریق إعداد استمارة یتم تعبئتھا من قبل عینة ممثلة من الأفراد، وھذا الاستبیان یتضمن مجموعة من الأسئلة التي یطلب فیھا من المبحوث الإجابة عنھا بطریقة یحددھا الباحث حسیب أغراض البحث.

    یمكن للباحث أن یستخدم في مجال الاستبیان أنواعا مختلفة من الأسئلة منه:

    1- الأسئلة المغلقة: ویمكن أن نطلق علیه الاستبیان المقید، بحیث یكتب تحت كل سؤال أجوبة متعددة ,على المجیب اختیار بعضھا أو كلھا. ویمتاز ھذا النوع من الأسئلة بالمميزات التالية:
    - الإجابة تكون محددة وموحدة الشيء الذي يمكن الباحث من المقارنة بسهولة
    - سهولة التصنيف وتبويب وتحليل الإجابة، مما يوفر الوقت على الباحث.

    أما عیوبھا فھي : تقید المبحوث في إجابات محددة مسبقا _قد یغفل الباحث بعض الإجابات أو الخیارات.

    2- الأسئلة المفتوحة : ویمكن أن نقول الاستبیان المفتوح، وھنا یكون للمبحوث مطلق الحریة في الإجابة عن الأسئلة، وتأتي الإجابات متنوعة تنوعا واسعا. ویستخدم ھذا النوع من الأسئلة عندما لایتوفر الباحث على معلومات كافیة ومعمقة عن الظاھرة المدروسة أو المشكلة المطروحة.

    ممیزات الأسئلة المفتوحة ھي : عدم تقیید المبحوث بأجوبة معینة وترك الحریة له في كتابة ما یراه مناسبا من المعلومات .
    عیوب الأسئلة المفتوحة: أنھا تطرح على الباحث صعوبات أثناء تصنیف الإجابات وتحلیلھا.

    3- الاسئلة المغلقة المفتوحة : ویمكن أن نقول الاستبیان المقید المفتوح .بحیث یختار المبحوث الإجابة الملائمة ویعلق علیھا حسب ما یبدو له من وجھة نظره. فالباحث یطرح في البدایة سؤالا مغلقا ویحدد فیه الإجابة المطلوبة، ویكون المبحوث مقیدا باختیار الإجابة ,ثم بعد ذلك یتبعه بسؤال مفتوح یطلب فیه من المبحوث توضیح أسباب اختیاره للإجابة معینة.

    أ- الشروط الشكلية للاستبيان:

    يجب تقسيم الاستبيان إلى ثلاث أجزاء:
    - المقدمة : تتضمن التعريف بالباحث وأهمية البحث، مع إعطاء ضمانات حول سرية المعلومات. ومعلومات وإرشادات حول تعبئة الاستبيان وهنا يدرج الباحث عنوانه لكي يستطيع المبحوث الاتصال به من أجل الاستفسار.
    - المتن: يتضمن الأسئلة الموجهة للمبحوث.

    ب- الشروط الموضوعية:

    - صياغة الأسئلة يجب أن تكون بشكل واضح وبلغة سليمة ومناسبة لمستوى الفئات المستهدفة في البحث.
    - التدرج في طرح الأسئلة من السهل إلى الصعب ومن العام إلى الخاص.

    المطلب الثالث : المقابلة

    المقابلة ھي عبارة عن محادثة شفویة یقوم بھا الباحث ویجمع من خلالھا معلومات
    بطریقة شفویة مباشرة من المبحوث. وھي عبارة عن حوار یبدأ بخلق علاقة وئام بین الباحث والمبحوث من أجل أن یضمن الباحث الحد ألدنى من تعاون المبحوث.

    1- تعريف المقابلة:
    هناك تعريفات كثيرة منها:
    - أنها لقاء يتم بين الشخص المقابل أو من ينوب عنه فيقون هذا الأخير بطرح مجموعة من الأسئلة على الأشخاص الذين تتم مقابلتهم وجه لوجه، وبتسجيل إجابتهم.
    - هي محادثة ومواجهة بين الباحث وشخص أو أشخاص اخرين، بهدف الوصول إلى حقيقة أو موقف معين، من خلاله يسعى الباحث للتعرف عليه لإثبات أهداف الدراسة.

    2- مزايا المقابلة:
    - تعتبر أحسن وسيلة لجمع المعلومات في المجتمعات الأمية ووسط الأطفال والأشخاص الذين لايستطيعون الكتابة.
    - إمكانية توضيح الأسئلة للمبحوث في حال عدم فهمه للسؤال، وتعطي للباحث فرصة الاستفسار إذا كانت إجابة المبحوث غير واضحة.
يعمل...
X

AdBlock Detected

Please Disable Adblock

Please consider supporting us by disabling the ad blocker.

I've Disabled AdBlock