إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ملخص دروس العلاقات الدولية ، للدكتور محمد لكريني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ ملخص ] ملخص دروس العلاقات الدولية ، للدكتور محمد لكريني

    جامعة ابن زهر - كلية الحقوق أزرو
    السداسي الأول - مسلك العلوم القانونية
    مادة العلاقات الدولية



    ملخص دروس العلاقات الدولية ، للدكتور محمد لكريني


    ملخص محاضرات وحدة المدخل لدراسة العلاقات الدولية، الأستاذ محمد لكريني أستاذ باحث في القانون العام، بجامعة ابن زهر كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أزرو - القطب الجامعي أيت ملول.
    هذا الملخص من إنجاز أحد الطلبة، جزاه الله خيراً.
    أتمنى أن يفيدكم ويفيد الطلبة الجدد في السنوات المقبلة، وهو جيد للإستئناس به.



    مفهوم العلاقات الدولية :
    حسب هانس مورغانتو جوهر العلاقات الدولية هو السياسة الدولية وأن موضوع هذه الأخيرة هو الصراع بين الدول المستقلة من أجل القوة.

    نشأة العلاقات الدولية :
    نشأت كفرع دراسي مستقل أوائل القرن 20بعد الحرب العالمية الأولى لأول مرة في و.م.أ ثم بريطانيا لفهم أسباب النزاع وإنهائه من أجل إقامة نظام دولي يسوده السلم والأمان.

    العلاقات الدولية كظاهرة اجتماعية (من حيث الأصل والتطور) :

    - الاتجاه الأول : يعتبر البعض العلاقات الدولية هي تلك العلاقات التي وجدت بين الوحدات الأساسية التي عرفها التاريخ قديما وحديثاً (قبيلة-مدينة-امبراطورية) من أنصاره : هولستي و فيليب برايار وكوليار.

    - الاتجاه الثاني : يرى أن العلاقات الدولية تعني فقط العلاقات بين الدول القومية كما نشأت في القرنين 15 و 16 في أوروبا، لتنتشر في أنحاء العالم بعد الحرب العالمية الثانية، أنصارهم : روتر، هيدلي بول، كريبندورف.

    يرى مارسيل ميرل أن العلاقات الدولية مرت بمرحلتين :

    - مرحلة ما قبل القرن 16 : كانت العلاقات الدولية تتمحور في مناطق جغرافية منعزلة تقريباً وكانت العلاقات متقطعة وتأخذ إما طابعاً دبلوماسيا أو حربيا.

    - مرحلة ما بعد القرن 16: أضحت شاملة ومتنوعة،فاشتملت بفعل الاكتشافات الكبرى والتوسع الأوروبي وكذا تصفية الاستعمار، وتنوعت بفعل عدم هيمنة المشاكل الأمنية على العلاقات الدولية والاهتمام بقضايا أخرى اقتصادية، اجتماعية وثقافية مما أدى لظهور المنظمات الدولية.

    يرى ماكليلاند أن هنالك ثلاث أشكال مرت بها ظاهرة العلاقات الدولية منذ أزيد من سنة 6000:

    - النمط الامبراطوري: الامبراطورية الآشورية، المصرية، الفارسية، الصينية...
    - نمط المدن الدول : عند الإغريق قبل الميلاد : آثينا، إسبرطا...
    - نمط الدول الأمم : ظهر في أوروبا كفرنسا وانجلترا وإسبانيا...

    العلاقات الدولية كظاهرة اجتماعية (من حيث الأطراف) :

    العلاقات الدولية هي علاقات بين دول، ومصطلح الأمة لم يكن يوجد في بداية الأمر اي فرق بينه
    وبين الدولة.

    الدول احتكرت العلاقات الدولية لفترة طويلة، إلى حين ظهور أطراف كالمنظمات الدولية والشركات المتعددة الجنسية.

    هناك علاقات ما بين الدول من خلال أجهزتها الرسمية كربط العلاقات الدبلوماسية، أما العلاقات الوطنية فهي العلاقات التي تربط بين وحدات تنتمي لدول مختلفة كزواج شخصين من جنسيتين مختلفتين.

    العلاقات الدولية كظاهرة اجتماعية (من حيث المضمون) :

    انتهى الوقت الذي كانت فيه الدولة تهتم بالمجالين الأمني والعسكري، هنالك علاقات أكثر أهمية منها :

    - العلاقات المسلحة: الحروب والنزاعات التي تلجأ لها الدول لضمان احترام حقوقها وفرض وجهة نظرها، هنالك أيضاً أفراد منتسبين لدول مختلفة أو بين الحركات والمنظمات تستخدم القوة المسلحة.

    - العلاقات السياسية : تقوم بين الأجهزة الرسمية للدول كإرسال البعثات الدبلوماسية وعقد مؤتمرات دولية لتحقيق مصالح إلخ...

    - العلاقات الاقتصادية : تحديد شروط التبادل الاقتصادي والمالي وتنظيم النقل الدولي، منح القروض.. إما بشكل ثنائي أو متعدد.

    - العلاقات الثقافية : المبادلات الفنية والعلمية قصد الاستفادة من ثقافات أخرى أو نشر الثقافة
    السائدة في البلد.

    - العلاقات الاجتماعية : نجد منظمات دولية تراقب سياسات الدول في مجال التشغيل والضمان
    الاجتماعي والحريات النقابية...

    العلاقات الدولية كعلم :

    بدأت بعد الحرب العالمية الأولى من طرف الباحثيين الأمريكيين هنالك مرحلتين :

    1- المرحلة ما قبل العلمية :

    - العلم هو ذلك التفكير المنظم المبني على ملاحظة الواقع المدروس والبحث في أسبابه للخروج
    بقوانين ونظريات.
    - البحث العلمي بهذا الشكل لم يبدأ إلا في مرحلة متأخرة بعد الحرب العالمية الأولى الكتابات حول الظواهر الدولية في هذه المرحلة كانت ذات طابع أخلاقي ديني فلسفي قانوني وسياسي.
    - الكتابات الدينية والأخلاقية مرتبطة باهتمام الكتب السماوية بالأحداث الدولية كالحروب لاستخلاص العبر منها. أما الكتابات الفلسفية ارتكز الفلاسفة فيها على مقدمات عقائدية ومسلمات أو بديهيات لا تقبل التجريب.
    بينما الكتابات السياسية والقانونية كان هدفها تقديم النصح للحكام حول إدارتهم للشؤون الدولية.

    2- المرحلة العلمية :

    بدأت في عشرينيات القرن الماضي لما قامت معاهد ومؤسسات علمية بدراسات العلاقات الدولية في أمريكا وبريطانيا وغلبت على هذه الدراسات الطابع العلمي.

    هنالك ثلاثة حقب متعاقبة للمرحلة العلمية :

    - الحقبة الواقعية : امتدت من نهاية الثلاثينيات حتى منتصف أو نهاية الخمسينيات من القرن
    الماضي، جاءت كرد فعل على الكتابات المثالية.
    تمحورت حول مفهوم المصلحة الوطنية والقدرة والسلطان فقد وأن انتقد هانس مورغانتو التفاؤل المفرط للمثاليين بشأن بزوغ نظام دولي مثالي.

    - الحقبة السلوكية : انطلقت في الخمسينات وتطورت في الستينات حيث نادت باستعمال المناهج العلمية التجريبية بدل التاريخية والقانونية في تحليل العلاقات الدولية.
    اعتمدت على بعض الاساليب المرتبطة في تحليلها للظواهر الدولية.
    صاغت بعض النظريات كنظرية صنع القرار، نظرية الصراع ونظرية الردع التي مكنت من القدرة على التفسير والتنبؤ بالأحداث قبل وقوعها.
    عرفت أوج عطائها في و.م.أ بفضل تشجيع البحث العلمي.

    - الحقبة ما بعد السلوكية : بدأت في سبعينيات القرن الماضي تتميز باتساع نطاق دراسة العلاقات الدولية لتتضمن موضوعات إقتصادية.
    اهتمت الدراسات العلمية في هذه الحقبة بظاهرة التكامل أو الاندماج بعد تكاثر المنظمات الدولية والشركات المتعددة الجنسيات.
    تميز بتعدد مراكز البحث العلمي خارج و.م.أ في أوروبا وإفريقيا وبعض دول آسيا، حيث ظهرت دراسات تعالج مواضيع جديدة مرتبطة بالتنمية، المساعدات الدولية...

    المنظورات العامة في العلاقات الدولية :

    أطروحة الفوضى :

    - الفكرة الأولى : لا يزال قانون الأقوى هو المسيطرة داخل المجتمع الدولي، من رواده : ميكيافيلي، طوماس هوبز وجون جاك روسو.

    - الفكرة الثانية : المجتمع الدولي لم يصل بعد الى حالة الاندماج والتنظيم كما المجتمع الوطني، متمثلة في مؤسسات الحكومة والبرلمان والمحاكم، بحيث ليست هناك سلطة عامة دولية (محكمة العدل تتوقف على موافقة الدول المتنازعة).

    - الفكرة الثالثة : في ظل غياب مشرع وقاض وجهاز تنفيذي دولي، فالعلاقات الدولية هي علاقات فوضوية.

    انتقادات هذه الاطروحة :

    إنكار ممثلين آخرين في المسرح الدولي وتركيزها على الدول،
    المغالاة في تصوير حالة الفوضى في المجتمع الدولي وعدم إبرازها لكثير من مظاهر التعاون والاندماج.

    أطروحة النظام في المجتمع الدولي :

    - وجهة نظر فقهاء القانون الدولي :
    - منهم من يرى أن المجتمع الدولي مجتمع دول ذات سيادة مستقلة لكنها خاضعة لقانون دولي،
    أكده بول روتر وكافري.
    - منهم من يرى أن المجتمع الدولي هو مجتمع أفراد مرتبطين بروابط التضامن الاجتماعي، سواء كانوا محكومين أو حاكمين، يحكمهم قانون تفرزه هذه الروابط، يسميه جورج سيل قانون البشر.

    وجهات نظر علماء السياسة والاجتماع :
    ينقسمون الى :

    أطروحة النسق الدولي :

    المجموعة الدولية تؤلف نظاما شاملا من التفاعلات بين العناصر المكونة لها حدد مورتون كابلان مجموعة من الأنسقة الدولية :
    - نسق توازن القوى : يرتكز على وجود مجموعة من القوى الدولية المتقاربة في القوة والنفوذ، هذا النسق ميز العلاقات الدولية منذ ق 18حتى الحرب العالمية الثانية في أوروبا.

    - نسق القطبية الثنائية المرن : وجود كتلتين متعارضتين تقودها قوتين رائدتان دون أن يكون
    الاستقطاب الدولي شاملا.

    - نسق القطبية الثنائية الجامد : عدم ترك أي طرف خارج القوتين الفرصة بأن يعلن عدم انحيازه لأحد الطرفين.

    أطروحة الإندماج أو المفهوم الوظيفي :

    حسب رواد هذا التيار، المجتمع الدولي يتجه بالتدريج نحو مجتمع مندمج. من رواده : ديفيد ميتراني وميشيل فيرالي.
    يعتقد هذا الاتجاه أن مضاعفة عدد المنظمات الدولية في عدة مجالات هو الطريق الصحيح نحو توحيد المجتمع الدولي.
    بذلك يعتبرون العديد من القضايا المعاصرة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لابد من تحويلها الى منظمات دولية متخصصة لإيجاد حل لها ولتعاون أوثق على الصعيد العالمي.

    التعارض المنهجي في دراسة العلاقات الدولية :

    1- المقترب المثالي :

    - ظل مهيمنا خلال فترة مابين الحربين، من رواده الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ويلسون. يرتكز في نظرته للعلاقات الدولية على أسس دينية وفلسفية تحدد مجموع المعايير الأخلاقية للسلوكات الإنسانية بعيداً عن الحروب.
    - أكد رواد هذا المقترب على أهمية الأعراف والمؤسسات الدولية في منع الحروب والنزاعات وسعى هذا المقترب للقضاء على الحروب لتحقيق السلم.
    - ركز على ما ينبغي أن يكون بدل ماهو كائن.
    - حملت مسؤولية الحروب ما بعد الحرب العالمية الأولى للنظم الديكتاتورية.
    - تهدف الى ضمان الأمن والاستقرار، وتؤكد على أهمية التنشئة وبناء توجهات الرأي العام لترسيخ ثقافة الحوار.

    انتقادات المقترب المثالي :
    التركيز على ما ينبغي أن يكون، عدم وضع أساس علمي يدعم الوقوف على العوامل المسؤولة عن الحروب والنزاعات.

    2- المقترب الواقعي :

    ركزت على أهمية القوة في تحقيق أهداف الدولة، الارتكاز الى المصلحة القومية، وتوازن القوى بين مختلف الدول ذات المصالح المتعارضة.

    مسلمات هذا المقترب :

    إنكار وجود الأخلاق في السياسة، اعتبار الدول محور العلاقات الدولية، نسبية الثقافة والأخلاق في تغيير السلوك الدولي، التأكيد على فوضوية العلاقات الدولية لغياب سلطة عليا.

    جاء هذا المقترب بمنظور جديد يحاول الكشف عن القوانين التي تسير وفقها الأحداث الدولية:
    العلاقات الدولية علاقات بين دول ذات سيادة، وكذا فرضية وجود رغبة لدى الإنسان من أجل تملك السلطة لتحقيق مصالح شخصية أو وطنية، افتراض ميكيافيلي وهوبز أن حاكم الدولة هو الضامن الحقيقي للسلام الداخلي، ترفض المثالية بحيث تركز على ماهو كائن، وبالتالي فالعلاقات الدولية ماهي إلا تضارب للمصالح الوطنية وصراع بين الدولة من أجل امتلاك القوة.

    قسم هانس مورغانتو السياسة الدولية الى ثلاث انواع :
    إما سياسة الحفاظ على الوضع القائم، سياسة التوسع الامبريالي أو سياسة تحقيق الهيبة

    - انتقادات المقترب الواقعي : إهمال اطراف اخرى في العلاقات الدولية كالمنظمات الدولية، عدم دقة مفهوم المصلحة الوطنية وتنوع دلالاته.

    3- المقترب الليبرالي :

    - ظهرت أوائل القرن 20، من رواده نجد فوكوياما، كانط، دافيد هيوم ...
    - رفض رواد هذه المدرسة اقتصار الدول في العلاقات الدولية، او اعتبار أن الصراع طبيعي في هذه العلاقات.
    - أكدت على دور الشركات الكبرى في العالم وتراجع مفهوم القوة في البعد العسكري لصالح القوة الاقتصادية.
    - يهدف هذا المقترب الى نشر الديموقراطية وإقامة السلم والأمن الدوليين.
    - الاهتمام بما يسمى بالسياسات الدنيا المتعلقة بالقضايا الاقتصادية الاجتماعية والسياسات العليا
    ذات صلة بالقضايا الأمنية.
    - رفض فكرة هيمنة القضايا الأمنية - العسكرية على السياسة الدولية.
    - أهمية التعاون الدولي والمصالح المتبادلة في العلاقات الدولية.

    4- المقترب الماركسي :

    رواده هم مؤسسها الأول كارل ماركس (فيلسوف ألماني) وإنجلز، ظهرت في النصف الثاني
    من ق 19.
    توصل إنجلز وماركس الى فكرة الاشتراكية كتطور حتمي للبشرية بأدوات وآليات ثورية، وكانت اعمالهم تهتم بتحسين اوضاع وحقوق العمال المهضومة من قبل الرأسماليين ومحاولة القضاء على استغلالهم، وبذلك ترتكز هذه النظرية أساساً على العامل الاقتصادي ثم ظاهرتي الامبريالية والصراع الطبقي (بورجوازية وبروليتاريا) في تحليلهم للعلاقات الدولية.

    ويمكن استنتاج مجموعة من العناصر التي تحيط بالظاهرة الدولية في رفض اعتبار المجتمع
    الدولي مجتمع دول ذات سيادة، والصراع هو صراع طبقي وليس بين الدول.

    تركيز اهتمامهم على البنية الداخلية للمجتمع الواحد، فالدولة حسب هذا الاتجاه ماهي إلا فكرة
    من افكار البنية الفوقية (سلطة سياسية،مؤسسات)... أما البنية التحتية فتضم علاقات الانتاج،
    ظروف رب العمل، العمال...

    العلاقة الدولية ليست سوى صراعا للطبقات المهيمنة اقتصاديا على مستوى العالم من جهة،
    من جهة أخرى فالعلاقات الدولية علاقات بين قوى اقتصادية تتزعمها سلوكات الحكام.

    - انتقادات المقترب الماركسي : اهتمت بالمجتمع المحلي دون المجتمع الدولي، اقتصارهم على تفسير ظاهرتي الامبريالية والصراع الطبقي وجعلهما كمتغيرين أساسيين في تحليلهم للعلاقات الدولية.

    5- المقترب السوسيولوجي :

    ظهر في و.م.أ في ظل التحولات التي شهدتها العلوم الاجتماعية، وقد تطور نتيجة الدعم التي كانت تقدمه الحكومة الأمريكية لمراكز البحث في هذا الشأن، فتحليل الظواهر يتم من خلال اعتبار ان هذه الأخيرة "أشياء" يمكن اخضاعها للملاحظة والتجريب ينقسم الى قسمين :

    - المقترب السلوكي : دراسة السلوك، تحليل مواقف واستجابات مختلف الممثلين الدوليين من
    دول، منظمات حكومية أو غير حكومية إلخ...
    من بين المعلومات والمعطيات التي تصلح لقياس وتحديد سلوك الممثلين الدوليين نجد أن الأمر يتعلق ب : مساحة الدولة، مواردها وعدد سكانها، ثم بأحداث تعبر عن استجابات وتفاعل الممثلين الدوليين في علاقاتهم المتبادلة خلال حرب، إبرام معاهدة، زيارات متبادلة...

    - المدرسة مابعد السلوكية : ظهر بداية السبعينات، طالبت بجعل البحث في خدمة السلام ونبذ الحروب لإحداث حكومة عالمية.
    سعت الى التركيز على بعض المجالات المتخصصة في حقل العلاقات الدولية كحقل السياسة الخارجية والقضايا الاقتصادية.

    انتُقدت هذه المدرسة لانها بالغت في التصورات المثالية.

    6- المقترب النسقي :

    برز كرد فعل على الاتجاه الماركسي المؤكد على الصراع الاجتماعي، تحليل هذا النسق يتطلب دراسة مجموعة من التفاعلات المتبادلة التي تحدث داخله من جهة، ثم ما بين النسق ومحيطه من خلال ميكانيزم المدخلات (مجموع المطالب الصادرة عن المجتمع). والمخرجات المتمثلة في ردود أفعال المؤسسات السياسية الحاكمة من خلال اصدار قرارات رداً على المطالب الصادرة عن المجتمع.

    موضوع علم العلاقات الدولية :

    العناصر التي يتخذها علم العلاقات الدوليا موضوعاً مرتبطة بالعموم في :
    - عمليات الصراع والتعاون بين مختلف الفاعلين الدوليين في مجالات مختلفة
    - آليات تدبير عمليات الصراع والتعاون

    تحديد منهج العلاقات الدولية :
    يمكن تناوله من زاويتين :
    - زاوية الفاعلين
    - زاوية التفاعل

    وكل منهج لابد أن يرتكز على مقتربين أساسيين :

    1- المقترب النسقي : يصور العلاقات الدولية كنسق عام (مجموعة توجد بين عناصرها علاقات معينة في بيئة أو محيط)، وبذلك ينظر من زاوية التفاعل.

    2- المقترب الاستراتيجي : ينظر للعلاقات الدولية من زاوية الفاعلين فيها.
    -المنهج الشمولي هو الذي يزاوج بين المقتربين معاً.

    تطور العلاقات الدولية بعد الحرب الباردة :

    بعد سقوط الاتحاد السوفياتي فتحت نهاية الحرب الباردة آفاقا مهمة لتطوير النظريات ذات الصلة بالعلاقات الدولية، تتجلى نجاعة النظريات التقليدية من حيث قدرتها على التفاعل مع الواقع الدولي الجديد ومحاولة مسايرة مستجداته.


    النظريات التقليدية والتحولات الدولية الكبرى :

    كتنامي أهمية وأدوار الفاعلين الثانويين في العلاقات الدولية، والسرعة في الاتصال وتدفق المعلومات والمعطيات. الأمر الذي فرض القيام بمراجعات على النظريات الدولية ودفعها نحو
    الانفتاح على التكنولوجيا لتطوير النظريات في هذه العلاقات.

    كذلك بروز قوى جديدة الى جانب القوة العسكرية كالقوة الاقتصادية والتكنولوجية، والتركيز على بعض القضايا الدولية المهمة (البيئة، الارهاب) الشيء الذي سمح بظهور الولايات المتحدة الأمريكية كقطب وحيد في الساحة الدولية

    بعض المقولات الجديدة في العلاقات الدولية :

    1- نهاية التاريخ :
    مرتبطة بأن الليبرالية والديموقراطية هي أرقى التطورات والشكل النهائي للنظام الاقتصادي والسياسي، ذلك بعد انهزام النظام الاشتراكي، وتتوسع في الواقع الدولي دائرة الانفتاح الاقتصادي والعولمة.
    طرحها المفكر الأمريكي فوكوياما.0

    2- صدام الحضارات :
    طرحها الباحث الأمريكي هانتينغون، حيث يرى أن الصراعات الدولية بعد الحرب الباردة ستكون صراعات ثقافية، وبالتالي فالتعصب للهوية الثقافية محور اساسي للانقسام بين الشعوب، بحيث ستنتقل الصراعات الدولية من طابعها الايديولوجي والاقتصادي الى صراعات محورها الثقافات والحضارات.

    3- القوة الناعمة :
    طرحه الباحث الأمريكي ناي، بحيث يعتقد أن القوة "الخشنة" أو العسكرية غير ناجعة وغير فعالة في تحقيق أهداف الدول، وبالتالي استحضار القوة الناعمة التي ترتكز على الإقناع بدل الإكراه، فالولايات المتحدة من أجل تكريس زعامتها عالمياً انتقلت من استثمار قوتها العسكرية في خدمة مصالحها إلى الاعتماد على التجارة والثقافة والبحث العلمية.

    4- الفوضى الخلاقة :
    ظهر على يد المؤرخ الأمريكي ماهان، الفوضى الخلاقة هي تلك الفوضى المتحكم فيها وتنهجها الدولى الكبرى، فالولايات المتحدة قامت بالعديد من التدخلات مابعد الحرب الباردة تحت ذرائع مختلفة كمكافحة الإرهاب، فهي استهتار بالمواثيق الدولية، وبذلك فترتكز في مجملها على الإشاعة واختلاق الأزمات لتحقيق غايات وأهداف بطرق منحرفة.

    الفاعلون في العلاقات الدولية (الدول) :

    الدولة مجموعة بشرية تقيم فوق اقليم معين وتخضع لنظام حكم معين ولها شخصية قانونية
    دولية وتتمتع بالسيادة.
    هي أهم الأطراف الدولية، تلعب دوراً مؤثراً في مسار العلاقات الدولية، تضاعف عدد الدول نتيجة موجات التحرر حيث انتقل عددهم من 51 دولة وقعت ميثاق الأمم المتحدة 1945 الى ازيد من 194 دولة حالياً، تتشابه مع بعضها البعض من حيث عناصرها التكوينية والقانونية، وتختلف من حيث حجمها، قوتها، نظامها السياسي ودورها على الصعيد الدولي.

    عناصر نشكل الدولة :

    العناصر المادية :

    1- السكان : الافراد الذين يعيشون داخل اقليم الدولة سواء كانوا مواطنين أو أجانب،

    2- الإقليم : المجال الجغرافي الذي يعيش فيه السكان وتمتد فوقه سلطة وسيادة الدولة من مجال
    بري، جوي ثم بحري.

    3- السلطة السياسية : الهيئة السياسية التي تمارس الحكم فوق منطقة معينة وتقوم بتدبير
    بعض مظاهر السيادة التقليدية كفرض الضرائب.

    العناصر القانونية :

    1- السيادة : السلطة التي تمارسها الدولة داخل الاقليم على مواطنيها، لا تحدها أي سلطة داخلية أو خارجية وإلا فهي دولة ناقصة السيادة باستثناء الالتزامات القانونية الدولية.

    2- الاعتراف الدولي : إقرار بوجود فاعل دولي جديد يكسبها الشخصية القانونية الدولي وممارسة مهامه الدولي من حيث الالتزام بالواجبات والتمتع بالحقوق التي يتيحها القانون الدولي، قد يحصل الاعتراف بشكل فردي أو جماعي، علني أو ضمني.
    وهناك تصنيف آخر يقوم على التمييز بين الاعتراف بالدولة والاعتراف بالحكومة.

    المنظمات الدولية الحكومية :

    المنظمة الدولية : ذلك الإطار الدائم ال ُمحدث بموجب اتفاق بين مجموع دول لتحقيق اهداف
    تعكس التعاون والتنسيق الدولي.

    خصائص المنظمات الدولية الحكومية :

    1- الصفة الدولتية أو الحكومية : تتألف من دول وحدها دون أفراد او جماعات.
    2- الصفة الاتفاقية : انشاء منظمة دولية يستند الى اتفاق بين الدول مهما كان اسمها (ميثاق الامم المتحدة، النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية)...
    3- الصفة الدائمة والمستمرة : لأنها تنشأ في الأصل لخدمة مصالح واغراض دائمة ومستمرة.
    4- الإرادة الذاتية والشخصية القانونية الدولية : لها إرادة ذاتية مستقلة عن إرادة الدول المكونة لها، تعبر عنها بواسطة اجهزتها المسيرة(هذا ما يميز المنظمة عن المؤتمر الدولي)، ولها شخصية قانونية تجعلها قادرة قانونا على التمتع بحقوق والالتزام بواجبات قانونية دولية.

    عضوية الدول في المنظمات الدولية :

    قد تكون عضوية الدول في المنظمات كاملة تتيح لها ممارسة حقوقها كاملة، وأحيانا تكون العضوية ناقصة يتم فيها اقتصار الدولة على المشاركة في بعض أنشطة المنظمة أو حضور الاجتماعات دون الادلاء بالصوت.
    تنقسم عضوية المنظمات الدولية الى منظمات دولية حكومية تتاح العضوية فيها للحكومات (كالأمم المتحدة)، وأخرى غير حكومية تتاح امام الأفراد والهيئات الخاصة (كمنظمة العفو الدولية).

    تصنيف المنظمات حسب المعيار الوظيفي :

    - المنظمات العامة : منحها الميثاق صلاحيات عامة وواسعة وإمكانية التدخل في مختلف المجالات والميادين (كالأمم المتحدة).

    - المنظمات المتخصصة : تنحصر وظيفها في مجال واحدة (منظمة الصحة العالمية، منظمة الأغذية والزراعة إلخ)...

    الشخصية القانونية الدولية :

    من بين النتائج المترتبة عن منح الشخصية القانونية للمنظمة :
    - الاستقلال المادي والإداري
    - أهليتها في التقاضي في مواجهة الدول المعترفة
    - الحق في ابرام الاتفاقيات مع مختلف الفاعلين الدوليين
    - الحصانات الدبلوماسية لممثليها وأموالها وموظفيها

    المنظمات الدولية غير الحكومية :

    التجمعات المكونة من طرف أشخاص القانون الخاص ينتمون لدول مختلفة وتجمعهم روابط تضامن معينة.
    تزايدت تأثيرات هذه المنظما على السياسات الدولية من خلال المرافعة بالعديد من القضايا الاجتماعية والبيئية والحقوقية عبر تقاريرها المنتظمة، تتوفر على عدة مقرات تحتضن موظفيها وأعمالها ويسهر رئيس او أمين عام على تدبير شؤونها.

    خصائص المنظمات الدولية غير الحكومية :

    - المبادرة الفردية في إحداثها : بحيث يتم إحداث هذه المنظمة دون أي توجيه حكومي، العضوية فيها غير مفتوحة للدول بل للأفراد.

    - الطابع العقدي لتأسيسها : تنشأ بعقد خاص خاضع لقانون الدولة التي تأسست فيه، عكس
    المنظمات الدولية الحكومية الخاضعة للقانون الدولي العام.

    الصفة الدولية لنشاطها : نشاط هذه المنظمات له بعد دولي في مجالات عدة (مجال اجتماعي،حقوق الانسان، البيئة) يتجاوز حدود الدولة التي تتخذ منها مقراً (هذا ما يميزها عن المنظمات الدولية غير الحكومية الداخلية التي تهتم بالشؤون الداخلية).
    هذه الصفة الدولية تستمدها من جنسيات المنخرطين فيها أو تعدد فروعها في الخارج.

    عدم استهداف الربح : هدف هذه المنظمات هو إقامة روابط تضامن بين الأفراد المنتسبين إليها في مختلف المجالات (هذا ما يميزها عن الشركات المتعددة الجنسية).

    عدم تمتعها بالشخصية القانونية الدولية : بحيث تخضع لأحكام القانون الداخلي للدولة التي تتخذ منها المنظمة مقراً لها.

    الصفة الدائمة والمستمرة : تتوفر على الصفة الدائمة والمستمرة من خلال توفرها على أجهزة تشرف على نشاطها على الصعيد الدولي توجد في مقراتها ومختلف فروعها.

    الشركات المتعددة الجنسيات :

    هناك من يرى أنها كل شركة تستمد أصلها من دولة معينة وتتوفر على نشاطات قارة تحت مراقبتها في دولتين على الأقل.
    وهنالك من يرى أنها كل الشركات التي تراقب أموال ومناجم ومعامل أو مكاتب بيع في عدة دول ويصل رقم معاملاتها 100 مليون دولار وتتواجد في 6 بلدان وتحقق أكثر من 20 في المائة من رقم أعمالها.

    الشركات الدولية الكبرى :

    هي التي يوجد مقرها بإحدى الدول وفروعها بمجموعة من الدول، تخضع للرقابة من الدول المضيفة إما عن طريق دفاتر تحملات أو المشاركة في رساميلها، وقد تكون هذه الشركات مملوكة للخواص أو الدول وتمارس عدة أنشطة في مجالات عدة، وتكمن أهمية هذه الشركات في الحد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بدول الجنوب، ويمكن استنتاج بعض العناصر الأساسية في ش.م.ج هي :
    - تواجدها في عدد معين من الدول
    - توفرها على قوة مالية وموارد بشرية كفأة
    - تحقيقها لنسبة معينة من رقم أعمالها بالخارج
    - التعدد في جنسية أعضاء إدارتها

    خصائص الشركات المتعددة الجنسية :

    - على المستوى القانوني : تتوفر فقد على جنسية دولة المقر الرئيسي، وتخضع لقانون البلد
    التي تحمل جنسيته.

    - على المستوى الإداري : تتميز بوجود إدارة مس ّيرة واحدة لاتخاذ القرار، ويقوم بتحديد نشاطات الشركة ورسم استراتيجياتها ومراقبة عمل فروع الشركة التابعة لها في مختلف الدول إما بشكل مرن أو صارم.

    - على المستوى الاقتصادي : تتميز بممارسة أنشطة اقتصادية كمراقبة الأموال، مكاتب البيع وخدمات أخرى بعدة دول بهدف تحقيق الربح.

    - على المستوى الجغرافي : تتمركز في الدول المتقدمة وخاصة القوى الدولية الكبرى.

    دور الشركات المتعددة الجنسيات في العلاقات الدولية :

    تتطابق مصالح هذه الشركات مع مصالح الدولة المقر، تقوم هذه الأخيرى بتشجيعها لفتح فروع في الخارج لتحويل أرباح طائلة للدول المقر وتقديم الدعم المالي والإعلامي للسلطات الحاكمة فيها
    وبالنسبة لدول الاستقبال يختلف الأمر إذا كانت دول متقدمة أو نامية.

    - الدول المتقدمة : توفر ظروف الاستثمار بسبب عامل الاستقرار السياسي والأمني، وكذا التطور التكنولوجي والاقتصادي.
    - الدول النامية : هنالك مخاطر استنزاف ثروات البلدان النامية من قبل هذه الشركات.

    الفرد :

    بدأ الاهتمام بالفرد بعد تنامي النزاعات المسلحة وما خلفته من مآس إنسانية في مختلف أنحاء العالم، تطورت الحماية الدولية لحقوق الانسان بداية مع القانون الدولي التقليدي الذي لم يقدر على حماية الفرد ضد دولته بسبب مبدأ السيادة الوطنية، ثم اهتم بعد ذلك ميثاق الأمم المتحدة بصورة كبيرة بحماية حقوق الانسان في فترات السلم، وكذا انشاء قانون دولي انساني لحماية الاشخاص وممتلكاتهم في فترات الحرب، بحيث يهدف الى الحد من استخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية.
    القانون الدولي لحقوق الانسان هو حماية شاملة لكل الحقوق.

    أبعاد العلاقات الدولية:

    تأخذ بعدين أساسيين :
    - إما تأخذ علاقات صراعية سواء كانت مباشرة(الحروب) أو غير مباشرة(توتر أو سوء تفاهم أو ازمة).
    - أو علاقات سلمية تعاونية مع اختلاف درجاته.

    العلاقات الدولية الصراعية :

    الصراع في العلاقات الدولية قديم جداً، درس المختصين ظاهرة الصراعات الدولية حديثاً بعد بروز التهديد بحرب نووية..

    الإطار النظري لظاهرة الصراعات الدولية :

    - الصراع وضع يسعى كل طرف الى دعم وتقوية مركزه على حساب الآخرين لمنعهم من تحقيق اهدافهم.
    - الصراعات القانونية متعلقة بتفسير قاعدة من القواعد القانونية كتفسير المعاهدات.
    - الصراعات السياسة مرتبطة بتقديرات سياسية متباينة بخصوص موضوع معين وجود تيارات
    مختلفة.

    أشكال الصراع الدولي :

    - حسب معيار أطراف الصراع : الاستناد إما الى عدد الأطراف أو إلى نوعية الأطراف هل هي نوعية واحدة أم مختلفة (كالصراع بين الدولة وحركة إرهابية).

    - حسب المعيار الجغرافي : الصراعات الداخلية ذات البعد الدولي تقع داخل مجال ترابي معين (اليمن، سوريا، ليبيا).
    أما الصراعات الدولية الخالصة يمكن أن نميز بين الصراعات العالمية (الحربين العالميتين)،
    الصراعات الاقليمية (الصراع العربي الاسرائيلي) ثم الصراعات المحلية تدور في نطاق
    جغرافي أكثر ضيقا (النزاع المغربي الجزائري).

    - حسب معيار موضوع الصراع :
    * من خلال التمييز بين النزاعات القانونية أو السياسية.
    * التمييز بين الصراعات بحسب استراتيجية الأطراف فيها (الحفاظ على النظام القائم أو تغيير الوضع القائم).
    * التمييز بين الصراعات ذات الموضوعات المحددة وبين الصراعات ذات الطبيعة العامة أو الغامضة.

    - حسب معيار الوسائل المستخدمة :
    * صراعات تستخدم فيها القوة المسلحة او التهديد بها (الحرب،الارهاب الدولي).
    * صراعات لا يستخدم فيها العنف (صراع الشمال والجنوب حول المجالين الاقتصادي والبيئي).

    الأسباب الشخصية للصراعات الدولية :

    يعتبر البعض الصراعات ذات طبيعة بيولوجية تحيل بوجود نزعة عدائية لدى الإنسان، والبعض الآخر يرى الصراعات الدولية تعود لأسباب نفسية.

    الأسباب الموضوعية للصراعات الدولية :

    هذه الأخيرة ظاهرة معقدة من طرف بعض المهتمين بها بسبب :
    - تعدد وتنوع المصالح المتعارضة ونوعية وعدد الأطراف المتخاصمة وامتداده خارج الأطراف المعنية، الصراع هو وجه من أوجه السياسة الخارجية المعبر عن الطبقة الحاكمة تجعل منها مصلحة عامة (الصراعات المرتبطة بالمطالب الترابية في دول العالم الثالث كقضية الصحراء المغربية).

    - الصراعات المرتبطة بالمطالب الاقتصادية تتمثل في التنافس بين ممثلين دوليين من أجل مراقبة الأسواق لتصريف منتجاتها ومراقبة المبادلات والإنتاج (الصراع بين القوى الاقتصادية الكبرى بهدف تعزيز السيطرة الاقتصادية في إفريقيا).

    - الرهانات الإيديولوجية محرك قوي للصراعات الدولية (القومية ومحاربة الإرهاب).

    قضايا معاصرة : المغرب ومكافحة التطرف والإرهاب

    - التطرف العنيف هو ظاهرة قديمة عالمية تهدد السلم والأمن الدوليين ذلك لعدة عوامل كالاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية للشباب، وهو موجود حتى في الفضاءات الجامعية سواء أكان مادياً أو رمزيا بين الطلاب.

    - الاقتصار على المقاربة الأمنية وحدها غير كافية للتصدي للإرهاب، المغرب استفاد من احداث مدينة الدار البيضاء 2003 ذلك بإعادة هيكلة الحقل الديني.

    - مواقع التواصل الاجتماعي سهلت عملية التنسيق بين القائمين بالأفعال الإرهابية، فضلاً عن وفرة الكتب الإلكترونية المعبئة للفكر المشدد والمتعصب.

    بعض المستجدات القانونية المغربية المتعلقة بمكافحة الارهاب :

    بعد التحاق بعض المغاربة الشباب لتنظيم داعش في سوريا والعراق، اضطر المشرع المغربي الى وضع قوانين جديدة لمكافحة الارهاب تتمثل في معاقبة كل من التحق او حاول الالتحاق بكيانات وتنظيمات ارهابية ايا كان هدفها او شكلها حتى لو كانت لا تستهدف الاضرار بالدولة.

    كذلك الشأن بالنسبة لتلقي تدريب أو تكوين قصد ارتكاب افعال إرهابية، أو الدعاية والإشادة بشخص أو تنظيم ارهابي، وبالتالي المغرب لم يعد يقتصر فقط على قيام الإرهاب داخل أراضيه، بل حتى اراضي الدول الأخرى لتعد أفعالاً إرهابية.

    المغرب واستراتيجية تأهيل القيمين الدينيين لمواجهة الإرهاب

    حيث قام ملك المغرب سنة 2004 بإعادة هيكلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجالس العلمية لتشجيع الطرق الصوفية، ثم إحداث إعلام ديني (القناة السادسة وإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم)، إصلاح التعليم الديني العتيق، إحداث مؤسسة محمد السادس للأئمة والمرشدين وكذا للعلماء الأفارقة (تم تكوين 500إمام مالي واستفادة بعض الدول الأخرى).
    واقتصار الإفتاء ليتم تخصصه من طرف المجلس العلمي الأعلى بعدما كان مفتوحاً للجميع.

    الإعلام والإرهاب :

    يلعب الإعلام دوراً مهما في التأثير على الرأي العام، بحيث ترتكز خلال معالجتها لظاهرة الإرهاب، على الحدث أكثر من تركيزها على الظاهرة نفسها، كذلك ضعف البرامج التي ترسخ ثقافة السلام والتسامح والحوار.
    أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تسهل عملية التواصل بين القائمين بهذه الأعمال المشينة، فهو سلاح ذو حدين.

    الإرهاب بين المعالجة الإعلامية التقليدية وضرورة التوعية بمخاطر الظاهرة :

    يقتصر دور وسائل الاعلام في نقل ومواكبة تطورات الحدث ومحاولة البحث عن معرفة من قام بالفعل دون البحث عن الأسباب الحقيقية للظاهرة.

    ينبغي من القنوات العربية الاكثار من البرامج التوعوية بمبادئ الدين الإسلامي بسبب تشويه هذا الدين من طرف المتشددين.

    إن أهمية جلب متخصصين في مجال الإرهاب للإعلام يتيح فرصة تنوير الرأي العام للتمييز بين الكفاح والمقاومة المسلحة (نصت عليه قرارات الأمم المتحدة) وبين الإرهاب المجرم،

    وتتعامل وسائل الاعلام الغربية بالانتقائية بين العمليات الإرهابية التي تقع في الغرب والأخرى التي تقع في الدول العربية، فالأولى يصطلح عليها بعمليات قتالية، والثانية يصطلح عليها بعمليات إرهابية.

    مواقع التواصل الاجتماعي وظاهرة الإرهاب :

    أتاحت فرصة حرية التعبير والرأي لمختلف الفئات المجتمعية للدفاع عن القضايا التي تؤمن بها. في المقابل، قد يكون مستعمل هذه المواقع قد استخدم اسماً مستعارا يستغله للتحريض على العمليات الإرهابية، والمغرب يملك رقابة متقدمة في هذا المجال ويلقي القبض على المتطرفين.
يعمل...
X

AdBlock Detected

Please Disable Adblock

Please consider supporting us by disabling the ad blocker.

I've Disabled AdBlock