تويت
جامعة ابن زهر - كلية الحقوق أكادير
الفصل الأول - مسلك القانون باللغة العربية
محاضرات المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية
محاضرات مدخل لدراسة الشريعة الإسلامية، الدكتور محمد لشقار
السنة الجامعية: 2021-2022
محاضرات وحدة الشريعة الإسلامية، من إعداد الدكتور محمد لشقار، أستاذ باحث في شعبة القانون الخاص بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكادير، بجامعة ابن زهر. هذه المحاضرات موجهة لفائدة طلبة السداسي الأول في شعبة القانون باللغة العربية، برسم السنة الجامعية: 2021-2022.
تقديم :
وبعد، فإن أولى ما يتنافس فيه المتنافسون، وأحرى ما يتسابق في حلبة سباقه المتسابقون: ما كان بسعادة العبد في معاشه ومعاده كفيلا، وعلى طريق هذه السعادة دليلا، وذلك العلم النافع، والعمل الصالح، اللذان لا سعادة للعبد إلا بهما، ولا نجاة له إلا بالتعلق بسببهما، فمن رزقهما: فقد فاز وغنم، ومن حرمهما: فالخير كله حرم، وهما مورد انقسام العباد إلى مرحوم و محروم، وبهما يتميز البر من الفاجر، والتقي من الغوي، والظالم من المظلوم.
ولما كان العلم للعمل قرينا وشافعا، وشرفه لشرف معلومه تابعا، كان أشرف العلوم على الإطلاق علم التوحيد، وأنفعها على أحكام العبيد.
من هنا جاءت أهمية دراسة الشريعة الإسلامية، التي لا غنى لطالب العلوم القانونية عن دراستها وتفقهها، والتمكن من ناصية مبادئها وقواعدها ومصطلحاتها، لارتباط مجال العلوم القانونية، في فروعها الأسرية والعقارية والمالية والمدنية بشكل مباشر، بأحد أبرز مکنونات هذه الشريعة الغراء، وهو علم الفقه وقواعده وأصوله، فضلا عن أغلب فروع القانون على مستوى المقارنة والتأصيل.
ولا يمكن لطالب العلوم القانونية، وهو رجل القانون في المستقبل المنظور، فهم العديد من مقتضيات هذه الفروع القانونية، وهو في مرحلة الدراسة، إلا بالرجوع إلى الفقه الإسلامي وقواعده وأصوله.
كما لا يمكن لرجل القانون أن ينزل هذه النصوص ويطبقها في الميدان العملي بسلاسة، إلا إذا كان مكتسبا القدر مهم من آليات التعامل مع مقتضيات الفقه الإسلامي.
لذلك، فالغاية من دراسة هذه المادة، هو تقديم مدخل عام للشريعة الإسلامية يعطي لطالب العلوم القانونية فكرة إجمالية عن ماهيتها ومضامينها العامة، وكذا خصائصها ومقاصدها، وما تتميز به عن غيرها من الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، وإلقاء نظرة عامة على مصادرها التشريعية، وتاريخ هذا التشريع ومذاهبه وقواعده وبعض نظمه ونظرياته وأبرز رجالاته.
وهو ما سيمكن الطالب بعد ذلك من الغوص في تفاصيل هذه الشريعة، عند إقدامه على التعامل معها في إطار دراساته وأبحاثه، لإغناء ثقافته القانونية في الفروع المستندة للفقه الإسلامي، فضلا عن ثقافته الشرعية الخاصة، في أفق إعداد أرضية شرعية تمكن طالب الدراسات القانونية فيما يستقبل من أبحاثه من المساهمة العملية في النهضة العلمية لهذه الشريعة الغراء، التي يأمل المسلمون أن تعود إلى سابق عهدها من الصدارة والريادة، وأن تأخذ مكانها اللائق في مختلف مصادر تشريعاتنا، بل وتشريعات العالم الذي نزلت لأجله أجمع.
واقتصرت بحث هذه المادة في محورين، على أن أتم العمل عليها في وقت لاحق إن كان في العمر بقية فخصصت المحور الأول لبحث مفهوم الشريعة الإسلامية، حيث قسمته إلى مبحثين: الأول عرضت فيه لتعريف الشريعة وبيان خصائصها، أما الثاني فبحثت فيه علاقة الشريعة الإسلامية بغيرها من الشرائع السماوية والقوانين الوضعية.
أما المحور الثاني، فجعلته لبحث التشريع الإسلامي، حيث قسمته إلى مبحثين: درست في الأول نشأة وتطور التشريع الإسلامي، وبحثت في الثاني مصادر التشريع الإسلامي.
الفصل الأول - مسلك القانون باللغة العربية
محاضرات المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية
محاضرات مدخل لدراسة الشريعة الإسلامية، الدكتور محمد لشقار
السنة الجامعية: 2021-2022
محاضرات وحدة الشريعة الإسلامية، من إعداد الدكتور محمد لشقار، أستاذ باحث في شعبة القانون الخاص بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكادير، بجامعة ابن زهر. هذه المحاضرات موجهة لفائدة طلبة السداسي الأول في شعبة القانون باللغة العربية، برسم السنة الجامعية: 2021-2022.
تقديم :
وبعد، فإن أولى ما يتنافس فيه المتنافسون، وأحرى ما يتسابق في حلبة سباقه المتسابقون: ما كان بسعادة العبد في معاشه ومعاده كفيلا، وعلى طريق هذه السعادة دليلا، وذلك العلم النافع، والعمل الصالح، اللذان لا سعادة للعبد إلا بهما، ولا نجاة له إلا بالتعلق بسببهما، فمن رزقهما: فقد فاز وغنم، ومن حرمهما: فالخير كله حرم، وهما مورد انقسام العباد إلى مرحوم و محروم، وبهما يتميز البر من الفاجر، والتقي من الغوي، والظالم من المظلوم.
ولما كان العلم للعمل قرينا وشافعا، وشرفه لشرف معلومه تابعا، كان أشرف العلوم على الإطلاق علم التوحيد، وأنفعها على أحكام العبيد.
من هنا جاءت أهمية دراسة الشريعة الإسلامية، التي لا غنى لطالب العلوم القانونية عن دراستها وتفقهها، والتمكن من ناصية مبادئها وقواعدها ومصطلحاتها، لارتباط مجال العلوم القانونية، في فروعها الأسرية والعقارية والمالية والمدنية بشكل مباشر، بأحد أبرز مکنونات هذه الشريعة الغراء، وهو علم الفقه وقواعده وأصوله، فضلا عن أغلب فروع القانون على مستوى المقارنة والتأصيل.
ولا يمكن لطالب العلوم القانونية، وهو رجل القانون في المستقبل المنظور، فهم العديد من مقتضيات هذه الفروع القانونية، وهو في مرحلة الدراسة، إلا بالرجوع إلى الفقه الإسلامي وقواعده وأصوله.
كما لا يمكن لرجل القانون أن ينزل هذه النصوص ويطبقها في الميدان العملي بسلاسة، إلا إذا كان مكتسبا القدر مهم من آليات التعامل مع مقتضيات الفقه الإسلامي.
لذلك، فالغاية من دراسة هذه المادة، هو تقديم مدخل عام للشريعة الإسلامية يعطي لطالب العلوم القانونية فكرة إجمالية عن ماهيتها ومضامينها العامة، وكذا خصائصها ومقاصدها، وما تتميز به عن غيرها من الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، وإلقاء نظرة عامة على مصادرها التشريعية، وتاريخ هذا التشريع ومذاهبه وقواعده وبعض نظمه ونظرياته وأبرز رجالاته.
وهو ما سيمكن الطالب بعد ذلك من الغوص في تفاصيل هذه الشريعة، عند إقدامه على التعامل معها في إطار دراساته وأبحاثه، لإغناء ثقافته القانونية في الفروع المستندة للفقه الإسلامي، فضلا عن ثقافته الشرعية الخاصة، في أفق إعداد أرضية شرعية تمكن طالب الدراسات القانونية فيما يستقبل من أبحاثه من المساهمة العملية في النهضة العلمية لهذه الشريعة الغراء، التي يأمل المسلمون أن تعود إلى سابق عهدها من الصدارة والريادة، وأن تأخذ مكانها اللائق في مختلف مصادر تشريعاتنا، بل وتشريعات العالم الذي نزلت لأجله أجمع.
واقتصرت بحث هذه المادة في محورين، على أن أتم العمل عليها في وقت لاحق إن كان في العمر بقية فخصصت المحور الأول لبحث مفهوم الشريعة الإسلامية، حيث قسمته إلى مبحثين: الأول عرضت فيه لتعريف الشريعة وبيان خصائصها، أما الثاني فبحثت فيه علاقة الشريعة الإسلامية بغيرها من الشرائع السماوية والقوانين الوضعية.
أما المحور الثاني، فجعلته لبحث التشريع الإسلامي، حيث قسمته إلى مبحثين: درست في الأول نشأة وتطور التشريع الإسلامي، وبحثت في الثاني مصادر التشريع الإسلامي.