تويت
جامعة ابن زهر - كلية الحقوق أكادير
الفصل الأول - مسلك القانون بالعربية
وحدة مدخل إلى العلوم السياسية
محاضرات في المدخل إلى العلوم السياسية ، الدكتور هيا مبارك
السنة الجامعية: 2021-2022
محاضرات في المدخل إلى العلوم السياسية من إعداد الدكتور هيا مبارك، أستاذ باحث في شعبة القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية جامعة ابن زهر - أكادير. هذه المحاضرات موجهة لطلبة السداسي الأول بمسلك العلوم القانونية بالعربية، برسم السنة الجامعية: 2021-2022.
تقديم :
علم السياسة هو علم يدرس الظواهر السياسية، وبالنظر الى تعدد هذه الظواهر وتعدد مرجعيات علماء السياسة كان من الطبيعي ان تتعدد التعريفات المعطاة لمفهوم علم السياسة.
فقد عرفه معجم Robert بأنه "فن إدارة المجتمعات الإنسانية"، وعرفه معجم Casslle بانه "العلم الذي يرتبط بالحكم والإدارة في المجتمع المدني"، في حين عرفه معجم أوكسفورد ب"علم الحكم وفنه، وهو ذلك العلم الذي يتعامل مع شكل الدولة وتنظيماتها وإدارتها أو جزء منها طبقا لقوانين هذه الدولة، فضلا عن تنظيم علاقاتها بالدول الأخرى".
أما برنارد كريك B. Crick فقد عرف علم السياسة بأنه وسيلة لحكم المجتمعات المنقسمة على نفسها من خلال نقاش حر ومن دون عنف غير مبرر.
هارولد لاسويل H. Lasswell عبر عنه بمقولته الشهيرة "من يحصل على ماذا وكيف ومتى" (Who Gets What, When and How) أي ان السياسة ليست فقط هي ما يتعلق بحكومة الدولة، ولكن أيضا بالقوى والتأثيرات خلف كل مؤسسة اجتماعية محكومة بقواعد وقوانين محددة مثل الكنائس، النقابات، الشركات...
ويرى المفكر الامريكي دافيد إيستون D. Easton الذي يعتبر من اهم واضعي القواعد الحديثة لعلم السياسة، ان علم السياسة يهتم بدراسة "التوزيع السلطوي الالزامي للقيم في المجتمع" أي أن هذا العلم يصب اهتمامه على دراسة الأدوار المحوريّة للسلطات السياسيّة في عملية الحفاظ على قيم المجتمعات، وتنفيذ القوانين باستخدام الإكراه والقوة إن اقتضى الأمر في عمليّة مواجهة الخارجين عن هذه القوانين والقيم.
تأسيسا على ما سبق يمكن ان نميز بين اتجاهين في تعريف علم السياسة:
الأول: يعرفها بانها علم الدولة؛ أي ذلك العلم الذي يدرس الدولة: مفهومها، تنظيماتها، مؤسساتها، أشكالها...
الثاني: عرفها بانها علم السلطة؛ أي العلم الذي يدرس السلطة باعتبارها مفهوما شاملا يمتد الى كافة التجمعات البشرية.
وعلى الرغم من عدم الاتفاق بين علماء السياسة على موقف واحد موحد لتحديد مفهوم واضح وتعريف ثابت لعلم السياسة فإننا نشدد على الاتجاه القائل بأن علم السياسة برغم الاختلاف في تعريفه يدور مدلوله في النهاية حول كل ما يتصل بالسلطة بالذات حينما تأخذ شكل الدولة.
موضوع علم السياسة:
من البديهي حين نقول (العلوم السياسية) فإن المواضيع المتعلقة بها كثيرة وواسعة، وإذا ما أردنا تناول مواضيع هذا العلم من زاوية استقلال علم السياسة سنجدها محصورة في القائمة التي أقرتها منظمة اليونسكو سنة 1948 والمتمثلة فيما يلي:
2- الحكومة المركزية؛
3- الحكومة الإقليمية والمحلية؛
4- الادارة العامة؛
5- وظائف الحكومة الاقتصادية والاجتماعية؛
6- المؤسسات السياسية المقارنة.
2- الفئات او الجمعيات؛
3- مشاركة المواطن في الحكومة والإدارة؛
4- الرأي العام، أي دراسة الرأي العام وكيفية تكوينه، وطرق قياسه وتوجيهه.
2- التنظيمات والإدارات الدولية؛
3- القانون الدولي.
وفي الواقع إن هذه القائمة، تعتمد في جميع جامعات العالم، مع بعض التوسع او التضييق، وهي تشير الى اجماع شبه كلي عليها من قبل علماء السياسة. ورغم مرونة هذه القائمة فإن هناك من انتقدها لأنها تفتقر الى الدقة، ولكنها في جميع الحالات تسمح بالإضافة والتعديل.
الفصل الأول - مسلك القانون بالعربية
وحدة مدخل إلى العلوم السياسية
محاضرات في المدخل إلى العلوم السياسية ، الدكتور هيا مبارك
السنة الجامعية: 2021-2022
محاضرات في المدخل إلى العلوم السياسية من إعداد الدكتور هيا مبارك، أستاذ باحث في شعبة القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية جامعة ابن زهر - أكادير. هذه المحاضرات موجهة لطلبة السداسي الأول بمسلك العلوم القانونية بالعربية، برسم السنة الجامعية: 2021-2022.
تقديم :
علم السياسة هو علم يدرس الظواهر السياسية، وبالنظر الى تعدد هذه الظواهر وتعدد مرجعيات علماء السياسة كان من الطبيعي ان تتعدد التعريفات المعطاة لمفهوم علم السياسة.
فقد عرفه معجم Robert بأنه "فن إدارة المجتمعات الإنسانية"، وعرفه معجم Casslle بانه "العلم الذي يرتبط بالحكم والإدارة في المجتمع المدني"، في حين عرفه معجم أوكسفورد ب"علم الحكم وفنه، وهو ذلك العلم الذي يتعامل مع شكل الدولة وتنظيماتها وإدارتها أو جزء منها طبقا لقوانين هذه الدولة، فضلا عن تنظيم علاقاتها بالدول الأخرى".
أما برنارد كريك B. Crick فقد عرف علم السياسة بأنه وسيلة لحكم المجتمعات المنقسمة على نفسها من خلال نقاش حر ومن دون عنف غير مبرر.
هارولد لاسويل H. Lasswell عبر عنه بمقولته الشهيرة "من يحصل على ماذا وكيف ومتى" (Who Gets What, When and How) أي ان السياسة ليست فقط هي ما يتعلق بحكومة الدولة، ولكن أيضا بالقوى والتأثيرات خلف كل مؤسسة اجتماعية محكومة بقواعد وقوانين محددة مثل الكنائس، النقابات، الشركات...
ويرى المفكر الامريكي دافيد إيستون D. Easton الذي يعتبر من اهم واضعي القواعد الحديثة لعلم السياسة، ان علم السياسة يهتم بدراسة "التوزيع السلطوي الالزامي للقيم في المجتمع" أي أن هذا العلم يصب اهتمامه على دراسة الأدوار المحوريّة للسلطات السياسيّة في عملية الحفاظ على قيم المجتمعات، وتنفيذ القوانين باستخدام الإكراه والقوة إن اقتضى الأمر في عمليّة مواجهة الخارجين عن هذه القوانين والقيم.
تأسيسا على ما سبق يمكن ان نميز بين اتجاهين في تعريف علم السياسة:
الأول: يعرفها بانها علم الدولة؛ أي ذلك العلم الذي يدرس الدولة: مفهومها، تنظيماتها، مؤسساتها، أشكالها...
الثاني: عرفها بانها علم السلطة؛ أي العلم الذي يدرس السلطة باعتبارها مفهوما شاملا يمتد الى كافة التجمعات البشرية.
وعلى الرغم من عدم الاتفاق بين علماء السياسة على موقف واحد موحد لتحديد مفهوم واضح وتعريف ثابت لعلم السياسة فإننا نشدد على الاتجاه القائل بأن علم السياسة برغم الاختلاف في تعريفه يدور مدلوله في النهاية حول كل ما يتصل بالسلطة بالذات حينما تأخذ شكل الدولة.
موضوع علم السياسة:
من البديهي حين نقول (العلوم السياسية) فإن المواضيع المتعلقة بها كثيرة وواسعة، وإذا ما أردنا تناول مواضيع هذا العلم من زاوية استقلال علم السياسة سنجدها محصورة في القائمة التي أقرتها منظمة اليونسكو سنة 1948 والمتمثلة فيما يلي:
- النظرية السياسية:
- المؤسسات السياسية، وتضم:
2- الحكومة المركزية؛
3- الحكومة الإقليمية والمحلية؛
4- الادارة العامة؛
5- وظائف الحكومة الاقتصادية والاجتماعية؛
6- المؤسسات السياسية المقارنة.
- الاحزاب والفئات والرأي العام:
2- الفئات او الجمعيات؛
3- مشاركة المواطن في الحكومة والإدارة؛
4- الرأي العام، أي دراسة الرأي العام وكيفية تكوينه، وطرق قياسه وتوجيهه.
- العلاقات الدولية:
2- التنظيمات والإدارات الدولية؛
3- القانون الدولي.
وفي الواقع إن هذه القائمة، تعتمد في جميع جامعات العالم، مع بعض التوسع او التضييق، وهي تشير الى اجماع شبه كلي عليها من قبل علماء السياسة. ورغم مرونة هذه القائمة فإن هناك من انتقدها لأنها تفتقر الى الدقة، ولكنها في جميع الحالات تسمح بالإضافة والتعديل.