تويت
جامعة ابن زهر - كلية الحقوق أزرو
السداسي الأول - مسلك العلوم القانونية
وحدة مناهج العلوم القانونية والاجتماعية
ملخص محاضرات مناهج العلوم القانونية والاجتماعية
الأستاذ محمود العلاوي
السنة الجامعية: 2022-2023
ملاحظة : هذا الملخص من إنجاز أحد الطلبة، جزاه الله خيراً
2- المعرفة الفلسفية: وهي معرفة تتجاوز مدارك المعرفة الحسية من خلال دراستها لما وراء الطبيعة (ميتافيزيقيا) فهي لا تهتم بالجزئيات وانما بالمبادئ الكلية وبناء مناهج مختلفة للفلسفة منها: التأمل الاقتباس القياس المنطقي...
3- المعرفة العلمية: تقوم على الاسلوب الاستقرائي الذي يعتمد على الملاحظة المنظمة للظواهر ثم الفرضيات والتجارب وتحليل البيانات والكشف عن القوانين والنظريات العامة، بمعنى ان كل ظاهرة لديها قانون منظم لها والاستقراء العلمي نوعان:
• استقراء تام : ملاحظة جميع جوانب الظاهرة.
• استقراء غير تام : يكتفي بدراسة بعض النماذج.
- الاعتماد على النتائج العلمية السابقة
- الملاحظة الحسية لمصدر الحقائق
- الموضوعية (الاقناع)
- التجريد واستنباط الحقائق الظاهرة
- التعميم (يجب ان تكون الدارسة عامة.
- المعرفة الحسية تعتمد على الذاتية البسيطة بينما المعرفة العلمية تقوم على الملاحظة المنظمة للظواهر.
- تختلف المعرفة العلمية عن الحسية من خلال الآراء البديهية (المسلمات). فالأولي تقوم على الدراسة الموضوعية بينما الثانية تقوم على الآراء.
- المعرفة العلمية تعبر عن الحقائق الموجودة فتساعد على التحقيق في قضايا قريبة منها.
تختلف المعرفة العلمية عن المعرفة الفلسفية في :
- وسائل العلوم محسوسة وملموسة بينما الوسائل الفلسفية غير محسوسة وغير ملموسة
- المعرفة العلمية موضوعية اما الفلسفية فتنبني على معارف ذاتية.
التمييز بين القانون والنظرية:
القانون يوصف بانه عام و مجرد ولا يستطيع التنبأ بما سيقع، بالمقابل فالنظرية تقدم محاولة لتفسير القوانين، تتسم بالنسبية.
القوانين العلمية: هناك اربعة مبادئ تنظر إلى طبيعة القانون:
• المذهب القانوني الكامل: يرى هذا المذهب ان العلة تكمن في ماهية الشيء وصفاته الجوهرية وان فهم هذه الصفات وإدراك العلاقات في ما بينها يؤدي الى اكتشاف نمط ونسق متطور.
• المذهب القانوني المفروط: ينطلق هذا المذهب من نظرية الميتافيزيقيا فيقول ان هناك صلة تربط بين الكائنات ونظام الطبيعة، وهذه للصلة هي القانون.
• المذهب القانوني الوضعي: ...
• المذهب القانوني الاصطلاحي او الإجرائي : يقوم على قاعدة عدم قابلية القوانين للتحقيق، فهو يتجاوز فكرة السببية كما يرفض فكرة الحتمية.
• النظرية العلمية: يقصد بها كل ما هو نظري تأملي و قائم على تصورات، تكمن اهميتها اساسا في الربط بين الجانب النظري والتجريد وتساعد كذالك على فهم الوقائع، وتعتبر النظرية العلمية نسبية بمعنى انها قابلة للتغيير والتعديل.
• النظرية الاجتماعية: كان المجال الاول للظاهرة الاجتماعية الدراسات الفلسفية و السياسية المتعلقة الدولة من اصل نشأتها و عبر مراحل تطورها (المنهج-الافكار-تحليل المفاهيم-التفسيرات اللاحقة...) ينقسم المعجم النقدي لعلم الاجتماع الى ثلاث:
• النماذج الادراكية
• النماذج القياسية
• النماذج الشكلية او الوظيفية
- المنهج العلمي : اشتقت كلمة منهج من فعل نهج و سار و سلك، عرفه المعجم الفلسفي بالطريق الواضح في التعبير عن شيء معين او عمل شيء وفق مبادئ معينة.
- المنهج la method : يقصد به الطريقة التي يسلكها الباحث من اجل الاجاية على اسئلة وإشكالات موضوع البحث.
- المنهجية: هي طريقة الحل، إما ان تكون غير علمية تعتمد على الاساطير والافكار المسبقة او ان تنطلق من الملاحظة والتجربة و توظيف ادوات البحث العلمي.
2- المنهج الوظيفي والنسقي
3- المنهج التاريخي
4- المنهج الوصفي
5- المنهج التجريبي
6- المنهج المقارن
يربط بين العلم والسياسة، اي الربط بين النموذج المثالي العالمي والنموذج المثالي لرجل السياسة. وقد اعتمد فيبر كذالك في بناء هذه النماذج المثالية على تصنيف رباعي للفكر للاجتماعي:
1- الفكر العقلاني بالنظر إلى الهدف: وهو الذي تحدده عقلانيته من خلال توقع الفاعل لسلوك وموضوعات البيئة الخارجية او سلوك الاشخاص الاخرين.
2- الفعل العقلاني المرتبط بقيمة ما : أي الفعل الذي لا يهدف الى تحقيق هدف خارجي معين بقدر ما ينجز من خلال الاعتقاد الشعوري.
3- الفعل العاطفي: سلوك يتأسس على حالات شعورية خاصة يعيشها الفاعل (تنبع من حالة انفعالية عاطفية).
4- الفعل التقليدي: وهو الذي تقرره العادات والتقاليد حتى يصبح معتادا (الحج الصوم طاعة ولي الامر...).
مفهوم السلطة عند فيبر كنموذج للمنهج المثالي :
وظف فيبر المنهج المثالي في دراساته المتعددة وخاصة في دراسته الخاصة بالسلطة، حيث استخلص ان هذه الاخيرة تقوم على ثلاث مبادئ اساسية:
• السلطة العقلانية : هي افضل انواع السلط وتتجسد في النظام الرأسمالي المتأسس على البيروقراطية، وفي هذا النموذج نجد نسقا من القواعد التي تطبق قانونيا وإداريا وفقا لمجموعة من المبادئ المؤكدة والثابتة بين أعضاء الجماعة، هدف السلطة العقلانية اقامة نمط من العلاقات بالنظر الى مبادئ العقل والمعقولية دون ربطها بأشخاص او ازمنة محددة.
• السلطة التقليدية: تقوم بإعتقاد قدسية التقاليد الراسخة وقدسية اولائك الذين اللذين يتولون السلطة.
• السلطة الكاريزمية: تعتمد على ولاء الناس لفرد معين يتمتع بامتيازات نادرة لا تتوفر في غيره.
العلم في نظر فيبر: هو تفسير سببي للفعل الاجتماعي لذالك تسمى سوسيولوجية ماكس فيبر بالسوسيولوجية الفهمية و التي تسعى الى :
- معرفة عوامل واسباب الظاهرة
- ادراك المعاني الذاتية التي تنطوي عليها الافعال الانسانية (السلوك والافعال)
لا شك ان المختصين في المناهج الدقيقة للعلوم الاجتماعية او بالنسبة لكل علم يمكنهم ايجاد نقاط تقاطع ما بين الوظيفية والبنيوية والنسقية.
وهناك صعوبة في الفصل بين هذه الثلاث، فالبنيوية تستدعي الوظيفية ولا تشتركان الا في بنية تشتغل فيها وعليها، ويقصد بالنسق مجموع الوظائف والتفاعلات التي تحدث داخل بنية ما.
البنيوية + الوظيفية = النسقية
أ- البنيوية: الاصل الاشتقاقي لكلمة بنية تعني ركب وأنشأ وشيد اما في الاصطلاح كما اخذ به الفلاسفة البنية تتعامل مع الشكل وقد ظهرت في خمسينيات القرن العشرين كمعارضة للتيار الماركسي (الاشتراكية الوجودية).
بنيوية ليفي شتراوس : إنصبت دراسته اساسا حول مفاهيم القرابة و الاساطير، ويرى شتراوس ان البنيوية اداة منهجية تساعد في فهم الظواهر. وتشترط البنيوية اربعة شروط:
• ان تكون عناصر هذه الظاهرة مترابطة فيما بينها
• التنبئ بما سوف يطرئ على البنية
• ان تكون البنية شاملة للأغلب الوقائع المتعلقة بالظاهرة.
ب- الوظيفية (دوركايم): مؤسسه عالم الاجتماع دوركايم في مؤلفه "قواعد المنهج الاجتماعي" سنة 1898حيث اكد على ضرورة تحليل وظائف المؤسسات والممارسات الاجتماعية، وقد جاء هذا المنهج الوظيفي كنقطة تفسير وتحليل ولتجاوز قصور البنيوية.
• أنواع الوظائف:
- الوظائفية المطلقة
- الوظائفية النفسية
- الوظائفية الاجتماعية
و عموما يعتمد المنهج الوظيفي على ستة مبادئ اساسية :
• تتعامل مع الشيىء على انه نسق
• لكل نسق احتياجات اساسية
• النسق في حالة توازن ويتحقق هذا الاخير بتلبية اجزائه للإحتياجاته
• اجزاء النسق قد تكون وظيفية بتوازن مع النسق او ضارة له
• تحقق حاجات النسق بواسطة تغييرات
• وحدة التحليل بالنسبة للوظيفية هي النماذج المتكررة
- مالينوفسكي: من اهم رواد الوظيفية، ساهم في تطويرها من خلال دراسته للمجتمعات، وفي مؤلفه "النظرية العلمية" سنة 1947 يأكد فيه على الترابط الحاصل داخل كل مجتمع بين ثقافته والمحيط الاجتماعي.
ج- المنهج النسقي: يعرفه بارسونز بانه عبارة عن نمط منظم يحكم علاقة الاعضاء وواجباتهم تجاه بعضهم البعض، وينبني على اربعة نقاط:
- ىالفعل للاجتماعي
- الموقف
- الفاعل
- توجهات الفاعل
• التحليل النسقي في الدراسات السياسية: وجدت النسقية مجالات خصبة لتطبيق التحليل السياسي. بحيث يذهب النسقيون الى اعتبار الظواهر النسقية كجزء من النسقية الاجتماعية ويأكد المنهج على ان النسق السياسي و النسق الاجتماعي العام هي تساعد الاول في اداء وظائفه.
- ديفيد ايستون: من اهم رواد المنهج النسقي وقد اعتبر ان الحياة السياسية هي جسد من التفاعلات ذات الحدود الخاصة التي تحبطها نظم اجتماعية تأثر فيها بشكل مستمر، فهو يعتبر النظام السياسي بانه مثل العلية السوداء و لا يهتم بما يجري داخل هذه الاخيرة بل ما يعنيه هو علاقة النظام مع بيئتها و هذه الاخيرة نوعان :
- النظم الاخرى المكونة للنظام الاجتماعي العام (البيئة الداخلية)
- البيئة الغير اجتماعية او الخارجية (النظم النفسية – للبيئية)
يركز ايستون على المؤثرات المحيطة التي تأثر على النظم السياسية المدخلات inputs وعلى ما يصدر منها و تسمى بالمخرجات outputs فالتحليل النسقي في نظره يهتم بهذه الحلقات المتتابعة من افعال و ردود افعال (التفاعلات).
وهو منهج علمي يتسم لحد كبير بالثقة باعتباره يحتوي على دراسة سابقة تاريخية. نستخلص منها ثلات خصاص المكونة للظاهرة.
• إختيار الموضوع و تحديد المشكلة العلمية التاريخية
تحديد المشكلة او الفكرة العلمية التي تقوم على وضع تساؤلات واستفسارات تاريخية والتي تؤدي الى تحريك البحث التاريخي لاستخراج فرضيات علمية المحاسبة عليها مثبتة صحيحة.
وذالك من خلال جمع وحصر الوثائق، ولدراسة هذا المنهج يستوجب استقراء واستنباط كيفية حدوث هذا الحدث.
أهم من اعتمد هذا المنهج التاريخي ابن خلدون حيث تقوم الدورة الخلدونية برؤية الدولة كانسان "يولد يكبر ثم يموت" واعتبر ان الدولة تقوم نتيجة لعدة اسباب تاريخية.
يتفق معظم الباحثين على ان التاريخ ليس فقط سرد للأحداث بل هو اداة للنقد والشرح خصوصا عند اخد جانب المقارنة، وفي هذا الاطار يعتبر المنهج التاريخي معادل للمنهج التجريبي ويتميز بعدة أساسيات:
- يدرس لنا احداث تخص مجتمعا واحدا
- يدرس لنا احداث تعود لعدة مجتمعات من نموذج واحد
- احداث مستعارة بعدة موجات اجتماعية متمارسة
- خطوات البحث التاريخي:
- وجود مصادر للبحث التاريخي
- وجود سجلات ووثائق رسمية
- وجود التقارير الصحفية
- شهود العيان للاحداث
- المصادر الشخصية كالرسائل
- الكتابة التاريخية
- تحديد الظاهرة المراد دراستها
- اكتشاف الظرفية المثالية للقياس (منهج علمي) المكمل لمختلف مكونات وحدة الدراسة
- وصف العوامل المختلفة المؤثرة في تنظيم الظاهرة و في وظائفها
أنواع المنهج الوصفي:
1- منهج المسح الاجتماعي :
هو بمثابة دراسة علمية لظروف المجتمع وحاجاته يعتمد الاسلوب العلمي ويتسلسل خطوة بخطوة حتى يحقق النتيجة المراد تحقيقها وذالك من خلال :
• دراسة كشفية للظاهرة
• تصميم العينة
• جمع المعلومات
• تدوينها في جداول واحصائيات
• تحليل تلك المعلومات
• الخروج بنتائج شبه حقيقية
2- منهج المسح الوصفي :
لا يكتفي بوصف الظاهرة وانما يقوم بشرحها وتحليلها ومعرفة العلل والاسباب من ورائها، يهتم بالوقائع الحاضرة في مجال معين.
كخلاصة : لضمان نجاح المنهج الوصفي نحتاج مجموعة من الاساسيات :
• انطلاق عملية المسح دون افكار مسبقة
• توجه المسح ينصب على النواحي المجهولة بالنسبة للباحث وليس المعلومة عنده
• تجنب التوقعات
• الدقة
• صياغة الامثلة
• تجميع الامثلة بصورة عامة
• عدم اخفاء النتائج
• اختيار العينة بدقة
• وضع اسئلة لكشف درجة الدقة في اجوبة العينة
• تجربة نتائج المسح للتأكد من صدقها
منهجية إعداد البحوث العلمية القانونية
الفصل الأول : المفاهيم الأساسية للبحث العلمي
المبحث الأول :ماهية البحث العلمي:
المطلب الأول :تحديد وضبط مفهوم البحث العلمي
الفقرة الأولى :العلم والمعرفة
عرف الفقهاء العلم بأنه نشاط يهدف إلى وزيادة قدرة الإنسان على السيطرة على الطبيعة .فهو نشاط إنساني موجه إلى وصف الظواهر التي يدرسها ويصنفها إلى أنواع مختلفة. ولايقتصر العلم على وصف الظواهر ,بل يهدف أيضا إلى اكتشاف العلاقات بين الظواهر المختلفة , ويهدف أيضا إلى التنبؤ بالمستقبل وتقديم التوصيات، وحل المشكلات بناء على الأسلوب العلمي المنطقي التحليلي.
والعلم أحد فروع المعرفة. ولمعرفة نوعان :
معرفة عامة :تحصل من خلال المشاهدة والتعامل اليومي. معرفة خاصة :عملية دقيقة لا تستند إلى الحدس والاحتكاك فقط ,بل أيضا عن طريق التعلم والتحليل المنهجي والشامل للموضوع محل الدراسة.
الفقرة الثانية: تعريف البحث العلمي
البحث في اللغة هو التفتيش والتقصي عن الحقيقة. وفي الجانب الاصطلاحي له عدة تعريفات منها:
- البحث العلمي هو التقصي المنظم بإتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها وإضافة الجديد لها.
- البحث العلمي هو وسيلة للاستعلام و الاستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة ,على ان يتبع في هذا الفحص والاستعلام الدقيق خطوات منهج البحث العلمي و اختيار طريقة البحث وجمع البيانات.
- البحث العلمي هو الدراسة الموضوعية التي يقوم بها الباحث حسب الاختصاصات الطبيعية أو الإنسانية، و التي تهدف إلى معرفة واقعية و معلومات تفصيلية عن مشكلة معينة يعاني منها المجتمع.
و هناك تعريفات فقهية متعددة للبحث العلمي :
- يعرفه دالين بأنه محاولة دقيقة ومنظمة ونافذة للتوصل إلى حلول لمختلف المشكلات التي تواجهها الإنسانية وتثير قلق و حيرة الإنسان.
- يعرفه ويتني بأنه العمل الفعلي الدقيق الذي يؤدي إلى اكتشاف حقائق وقواعد عامة يمكن التأكد من صحتها.
- يعرفه بولنسكي أنه استقصاء منظم بهدف استكشاف معارف، والتأكد من صحتها عن طريق الاختبار العلمي . هذه التعريفات للبحث العلمي تتفق و تشترك فيما بينها في النقاط التالية :
- أنه سلوك إجرائي وأسلوب منهجي علمي .
- يعتمد على منهجية علمية في جمع البيانات وتحليلها .
- يهدف البحث العلمي إلى زيادة الحقائق التي يعرفها الانسان ليكون أكثر قدرة على التكيف مع البيئة.
- يختبر البحث العلمي المعارف التي يتوصل إليها قبل إعلانها بهدف التأكد منها.
- البحث العلمي يشمل كل ميادين المعرفة و يعالج شتى أنواع المشاكل.
المطلب الثاني : أهمية البحث العلمي
أصبح البحث العلمي يلعب دورا فعالا في تطوير المجتمعات الإنسانية المعاصرة على اختلاف مواقعها، وتزويدها بإمكانية امتلاك أسباب النماء على أسس قوية لتطوير الحياة بصفة عامة فهو يساعد على إضافة وبعض المعلومات الجديدة أو تصحيحها أو إجراء تعديلات أساسية للتغلب على الصعوبات التي تواجهها سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو بيئية ...
المطلب الثالث: أهداف البحث العلمي
هناك ثلاث أهداف للبحث العلمي :
- الهدف الأول : دراسة الواقع لفهم الظاهرة موضوع البحث والتعرف على الظروف والعوامل المؤثرة فيه، وفهم العلاقات المترابطة، إضافة إلى فهم قوانين الطبيعة وتوجيهها لخدمة الإنسان .
- الهدف الثاني : الضبط والتحكم في الظواهر والتدخل لمنع أي ظواهر غير مرغوب فيها، وإنتاج ظواهر أخرى مرغوب فيها فالبحث العلمي يعمل على إيجاد الحلول للمشكلات المختلفة التي تواجه الانسان .
- الهدف الثالث : التنبؤ وهو أهم أهداف البحث العلمي، ويشترط فيه أن يكون مبنيا على أساس علمي سليم وبعيدا عن التخمين.
المطلب الرابع : خصائص البحث العلمي
1- الموضوعية : الموضوعية هي التجرد والحياد في الرأي والموقف أو هي دراسة واقع الإشكالية المطروحة وفق مقومات علمية خالصة ومجردة، بهدف الوصول إلى أكبر صدق ممكنو عكسها الذاتية. بالنسبة للعلوم الإنسانية فإشكالية الموضوعية تثار بحدة مقارنة مع العلوم الطبيعية، لأن العلاقة بين الموضوع والذات في العلوم الإنسانية متداخلة. والتخلص من الذاتية صعب لكنه غير مستحيل فقد دعا إميل دوركايم إلى ضرورة التعامل مع الظاهرة الإنسانية كأنها كيان مادي خارج عن وعينا وفكرنا.
2- امكانية تكرارية النتائج و تعميمها : يمكن الحصول على نفس النتائج تقريبا، إذا ما تم إتباع نفس المنهجية العلمية ووفق خطوات البحث مرة أخرى وبنفس الشروط، كما يمكن تعميم النتائج على الحالات المشابهة في نفس البلد أو بلد اخر، فالقدرة على التعميم تساهم في الاستفادة من البحث بدرجة قصوى في المجالات المختلفة. أما في حالة عدم القدرة على الحصول على مسألة التعميم فإن البحث العلمي يصبح أقل أهمية وأقل فائدة.
3- التبسيط والاختصار أي التبسيط المنطقي في معالجة الإشكالية، والتناول المنطقي والمترابط والمنظم لأهم الأفكار، فأي تعقيد فهو لا يخدم مصلحة البحث العلمي ويقص من قميته العلمية .لكن هذا لا يعني عدم اللجوء للدراسة العميقة واستخدام المناهج العلمية .
4- التراكم المعرفي : يقصد به تراكم المعارف ومن هنا تنشأ أهمية البحوث والدراسات السابقة لإجراء بحث جديد.
5- التنظيم : ويكون عن طريق اختيار واتباع منهج علمي صحيح ,للوصول إلى نتائج سليمة .
المطلب الخامس : الصفات والشروط المتطلبة في الباحث
هناك مجموعة من الشروط منها :
- الرغبة الجادة والصادقة في البحث .
- الصبر والعزيمة على استمرارية البحث وتحمل الصعاب.
- تقصي الحقائق وجمع البيانات بصدق وامانة.
- التجرد العلمي والموضوعية، والبعد عن الأهواء والعاطفة.
- البعد عن التصميم و إصدار نتائج و أحكام مسبقة.
المبحث الثاني : الخطوات الأساسية المتبعة في البحث العلمي
تتمثل خطوات إنجاز البحث العملي في ما يلي : الملاحظة، الفرضية، التجربة والنتيجة.
المطلب الأول : الملاحظة
تعتبر الملاحظة أقدم وسائل جمع المعلومات .
تعرف الملاحظة بأنها تلك الوسيلة التي نحاول بها التحقق من السلوك الظاهري للأشخاص، وذلك بمشاهدتهم و هم يعبرون عن أنفسهم في مختلف الظروف والمواقف التي اختيرت لتمثل ظروف الحياة العادية أو لتمثيل مجموعة خاصة من العوامل.
ويمكن تعريفها بشكل مختصر بكونها إدراك الظاهر و الوقائع و العلاقات عن طريق الحواس.
هناك نوعين من الملاحظة :
- الملاحظة الحسية هي تلك الملاحظة المستمدة من حواس الإنسان الخمس وهي متوفرة لكل الناس و تسمى الملاحظة العادية.
- الملاحظة الإدراكية وهي تلك الملاحظة التي يكون مصدرها العقل ويتم فيها استخدام منهج معين ويطلق عليه اسم الملاحظة العلمية.
المطلب الثاني : الفرضية
الفرضية تفسير مؤقت أو محتمل، يوضح العوامل أو الأحداث أو الظروف التي يحاول الباحث فهمها ويمكن القول إن الفرضية هي إجابة مؤقتة للسؤال المطروح.
أشكال الفرضية :
1- فرضية أحادية يتم التركيز فيها على ظاهرة واحدة بهدف التنبؤ بالتطورات التي تقع عليها.
2- فرضية ثنائية يتم التركيز على ظاهرتين أساسيتين يربط بينهما التنبؤ ,بمعنى أن إحدى الظاهرتين تتغير بتغير الظاهرة الأخرى .
3- فرضية متعددة يتم التركيز على ظواهر متعددة، وبعد ذلك يعمد الباحث إلى الدراسة و التحليل والمقارنة بين الظواهر للوقوف على الفوارق الحاصلة بينهم وأسباب هذا الاختلاف المطروح.
المطلب الثالث : التجربة
التجربة ترتبط بمجال العلوم الطبيعية أو العلوم الحقة ,أما في العلوم الاجتماعية ومنها العلوم القانونية خصوصا فمن المتعذر التجارب. لتعقد الظاهرة الإنسانية كموضوع للدراسة ومنه تحل المقارنة مكان التجربة.
فقد إميل دور كايم "المقارنة تجريب غير مباشر “ لأن الظاهرة الاجتماعية متغيرة في الزمان و المكان وهذا التغير يتطلب من الباحث استخدام أسلوب المقارنة ,عكس الظاهرة الطبيعية التي تتسم بالتباث.
المطلب الرابع : النتيجة
البحث في العلوم الطبيعية يختلف عن البحث في العلوم الإنسانية وهذا الأمر بظهر بشكل جلي في النتيجة المحصل عليها :
فما يتم التوصل إليه في العلوم الطبيعية يطلق عليه اسم القانون. وما يتم التوصل إليه في العلوم الإنسانية يطلق عليه اسم النتيجة النسبية.
لأنه الباحث في العلوم الإنسانية هو جزء من الظاهرة المدروسة مما يؤدي إلى تكييف نتائج الدراسة وفقا لميولاته ولما يراه مناسبا.
السداسي الأول - مسلك العلوم القانونية
وحدة مناهج العلوم القانونية والاجتماعية
ملخص محاضرات مناهج العلوم القانونية والاجتماعية
الأستاذ محمود العلاوي
السنة الجامعية: 2022-2023
ملاحظة : هذا الملخص من إنجاز أحد الطلبة، جزاه الله خيراً
- المعرفة الإنسانية:
- أنواع المعرفة الإنسانية:
2- المعرفة الفلسفية: وهي معرفة تتجاوز مدارك المعرفة الحسية من خلال دراستها لما وراء الطبيعة (ميتافيزيقيا) فهي لا تهتم بالجزئيات وانما بالمبادئ الكلية وبناء مناهج مختلفة للفلسفة منها: التأمل الاقتباس القياس المنطقي...
3- المعرفة العلمية: تقوم على الاسلوب الاستقرائي الذي يعتمد على الملاحظة المنظمة للظواهر ثم الفرضيات والتجارب وتحليل البيانات والكشف عن القوانين والنظريات العامة، بمعنى ان كل ظاهرة لديها قانون منظم لها والاستقراء العلمي نوعان:
• استقراء تام : ملاحظة جميع جوانب الظاهرة.
• استقراء غير تام : يكتفي بدراسة بعض النماذج.
- خصائص المعرفة العلمية او التفكير العلمي:
- الاعتماد على النتائج العلمية السابقة
- الملاحظة الحسية لمصدر الحقائق
- الموضوعية (الاقناع)
- التجريد واستنباط الحقائق الظاهرة
- التعميم (يجب ان تكون الدارسة عامة.
- أوجه الاختلاف بين أنواع المعرفة :
- المعرفة الحسية تعتمد على الذاتية البسيطة بينما المعرفة العلمية تقوم على الملاحظة المنظمة للظواهر.
- تختلف المعرفة العلمية عن الحسية من خلال الآراء البديهية (المسلمات). فالأولي تقوم على الدراسة الموضوعية بينما الثانية تقوم على الآراء.
- المعرفة العلمية تعبر عن الحقائق الموجودة فتساعد على التحقيق في قضايا قريبة منها.
تختلف المعرفة العلمية عن المعرفة الفلسفية في :
- وسائل العلوم محسوسة وملموسة بينما الوسائل الفلسفية غير محسوسة وغير ملموسة
- المعرفة العلمية موضوعية اما الفلسفية فتنبني على معارف ذاتية.
- القوانين والنظريات العلمية :
التمييز بين القانون والنظرية:
القانون يوصف بانه عام و مجرد ولا يستطيع التنبأ بما سيقع، بالمقابل فالنظرية تقدم محاولة لتفسير القوانين، تتسم بالنسبية.
القوانين العلمية: هناك اربعة مبادئ تنظر إلى طبيعة القانون:
• المذهب القانوني الكامل: يرى هذا المذهب ان العلة تكمن في ماهية الشيء وصفاته الجوهرية وان فهم هذه الصفات وإدراك العلاقات في ما بينها يؤدي الى اكتشاف نمط ونسق متطور.
• المذهب القانوني المفروط: ينطلق هذا المذهب من نظرية الميتافيزيقيا فيقول ان هناك صلة تربط بين الكائنات ونظام الطبيعة، وهذه للصلة هي القانون.
• المذهب القانوني الوضعي: ...
• المذهب القانوني الاصطلاحي او الإجرائي : يقوم على قاعدة عدم قابلية القوانين للتحقيق، فهو يتجاوز فكرة السببية كما يرفض فكرة الحتمية.
• النظرية العلمية: يقصد بها كل ما هو نظري تأملي و قائم على تصورات، تكمن اهميتها اساسا في الربط بين الجانب النظري والتجريد وتساعد كذالك على فهم الوقائع، وتعتبر النظرية العلمية نسبية بمعنى انها قابلة للتغيير والتعديل.
• النظرية الاجتماعية: كان المجال الاول للظاهرة الاجتماعية الدراسات الفلسفية و السياسية المتعلقة الدولة من اصل نشأتها و عبر مراحل تطورها (المنهج-الافكار-تحليل المفاهيم-التفسيرات اللاحقة...) ينقسم المعجم النقدي لعلم الاجتماع الى ثلاث:
• النماذج الادراكية
• النماذج القياسية
• النماذج الشكلية او الوظيفية
- المنهج العلمي : اشتقت كلمة منهج من فعل نهج و سار و سلك، عرفه المعجم الفلسفي بالطريق الواضح في التعبير عن شيء معين او عمل شيء وفق مبادئ معينة.
- المنهج la method : يقصد به الطريقة التي يسلكها الباحث من اجل الاجاية على اسئلة وإشكالات موضوع البحث.
- المنهجية: هي طريقة الحل، إما ان تكون غير علمية تعتمد على الاساطير والافكار المسبقة او ان تنطلق من الملاحظة والتجربة و توظيف ادوات البحث العلمي.
- أهم النظريات:
2- المنهج الوظيفي والنسقي
3- المنهج التاريخي
4- المنهج الوصفي
5- المنهج التجريبي
6- المنهج المقارن
- المنهج المثالي (ماكس فيبر)
يربط بين العلم والسياسة، اي الربط بين النموذج المثالي العالمي والنموذج المثالي لرجل السياسة. وقد اعتمد فيبر كذالك في بناء هذه النماذج المثالية على تصنيف رباعي للفكر للاجتماعي:
1- الفكر العقلاني بالنظر إلى الهدف: وهو الذي تحدده عقلانيته من خلال توقع الفاعل لسلوك وموضوعات البيئة الخارجية او سلوك الاشخاص الاخرين.
2- الفعل العقلاني المرتبط بقيمة ما : أي الفعل الذي لا يهدف الى تحقيق هدف خارجي معين بقدر ما ينجز من خلال الاعتقاد الشعوري.
3- الفعل العاطفي: سلوك يتأسس على حالات شعورية خاصة يعيشها الفاعل (تنبع من حالة انفعالية عاطفية).
4- الفعل التقليدي: وهو الذي تقرره العادات والتقاليد حتى يصبح معتادا (الحج الصوم طاعة ولي الامر...).
مفهوم السلطة عند فيبر كنموذج للمنهج المثالي :
وظف فيبر المنهج المثالي في دراساته المتعددة وخاصة في دراسته الخاصة بالسلطة، حيث استخلص ان هذه الاخيرة تقوم على ثلاث مبادئ اساسية:
• السلطة العقلانية : هي افضل انواع السلط وتتجسد في النظام الرأسمالي المتأسس على البيروقراطية، وفي هذا النموذج نجد نسقا من القواعد التي تطبق قانونيا وإداريا وفقا لمجموعة من المبادئ المؤكدة والثابتة بين أعضاء الجماعة، هدف السلطة العقلانية اقامة نمط من العلاقات بالنظر الى مبادئ العقل والمعقولية دون ربطها بأشخاص او ازمنة محددة.
• السلطة التقليدية: تقوم بإعتقاد قدسية التقاليد الراسخة وقدسية اولائك الذين اللذين يتولون السلطة.
• السلطة الكاريزمية: تعتمد على ولاء الناس لفرد معين يتمتع بامتيازات نادرة لا تتوفر في غيره.
العلم في نظر فيبر: هو تفسير سببي للفعل الاجتماعي لذالك تسمى سوسيولوجية ماكس فيبر بالسوسيولوجية الفهمية و التي تسعى الى :
- معرفة عوامل واسباب الظاهرة
- ادراك المعاني الذاتية التي تنطوي عليها الافعال الانسانية (السلوك والافعال)
- المنهج الوظيفي النسقي البنيوي :
لا شك ان المختصين في المناهج الدقيقة للعلوم الاجتماعية او بالنسبة لكل علم يمكنهم ايجاد نقاط تقاطع ما بين الوظيفية والبنيوية والنسقية.
وهناك صعوبة في الفصل بين هذه الثلاث، فالبنيوية تستدعي الوظيفية ولا تشتركان الا في بنية تشتغل فيها وعليها، ويقصد بالنسق مجموع الوظائف والتفاعلات التي تحدث داخل بنية ما.
البنيوية + الوظيفية = النسقية
أ- البنيوية: الاصل الاشتقاقي لكلمة بنية تعني ركب وأنشأ وشيد اما في الاصطلاح كما اخذ به الفلاسفة البنية تتعامل مع الشكل وقد ظهرت في خمسينيات القرن العشرين كمعارضة للتيار الماركسي (الاشتراكية الوجودية).
بنيوية ليفي شتراوس : إنصبت دراسته اساسا حول مفاهيم القرابة و الاساطير، ويرى شتراوس ان البنيوية اداة منهجية تساعد في فهم الظواهر. وتشترط البنيوية اربعة شروط:
• ان تكون عناصر هذه الظاهرة مترابطة فيما بينها
• التنبئ بما سوف يطرئ على البنية
• ان تكون البنية شاملة للأغلب الوقائع المتعلقة بالظاهرة.
ب- الوظيفية (دوركايم): مؤسسه عالم الاجتماع دوركايم في مؤلفه "قواعد المنهج الاجتماعي" سنة 1898حيث اكد على ضرورة تحليل وظائف المؤسسات والممارسات الاجتماعية، وقد جاء هذا المنهج الوظيفي كنقطة تفسير وتحليل ولتجاوز قصور البنيوية.
• أنواع الوظائف:
- الوظائفية المطلقة
- الوظائفية النفسية
- الوظائفية الاجتماعية
و عموما يعتمد المنهج الوظيفي على ستة مبادئ اساسية :
• تتعامل مع الشيىء على انه نسق
• لكل نسق احتياجات اساسية
• النسق في حالة توازن ويتحقق هذا الاخير بتلبية اجزائه للإحتياجاته
• اجزاء النسق قد تكون وظيفية بتوازن مع النسق او ضارة له
• تحقق حاجات النسق بواسطة تغييرات
• وحدة التحليل بالنسبة للوظيفية هي النماذج المتكررة
- مالينوفسكي: من اهم رواد الوظيفية، ساهم في تطويرها من خلال دراسته للمجتمعات، وفي مؤلفه "النظرية العلمية" سنة 1947 يأكد فيه على الترابط الحاصل داخل كل مجتمع بين ثقافته والمحيط الاجتماعي.
ج- المنهج النسقي: يعرفه بارسونز بانه عبارة عن نمط منظم يحكم علاقة الاعضاء وواجباتهم تجاه بعضهم البعض، وينبني على اربعة نقاط:
- ىالفعل للاجتماعي
- الموقف
- الفاعل
- توجهات الفاعل
• التحليل النسقي في الدراسات السياسية: وجدت النسقية مجالات خصبة لتطبيق التحليل السياسي. بحيث يذهب النسقيون الى اعتبار الظواهر النسقية كجزء من النسقية الاجتماعية ويأكد المنهج على ان النسق السياسي و النسق الاجتماعي العام هي تساعد الاول في اداء وظائفه.
- ديفيد ايستون: من اهم رواد المنهج النسقي وقد اعتبر ان الحياة السياسية هي جسد من التفاعلات ذات الحدود الخاصة التي تحبطها نظم اجتماعية تأثر فيها بشكل مستمر، فهو يعتبر النظام السياسي بانه مثل العلية السوداء و لا يهتم بما يجري داخل هذه الاخيرة بل ما يعنيه هو علاقة النظام مع بيئتها و هذه الاخيرة نوعان :
- النظم الاخرى المكونة للنظام الاجتماعي العام (البيئة الداخلية)
- البيئة الغير اجتماعية او الخارجية (النظم النفسية – للبيئية)
يركز ايستون على المؤثرات المحيطة التي تأثر على النظم السياسية المدخلات inputs وعلى ما يصدر منها و تسمى بالمخرجات outputs فالتحليل النسقي في نظره يهتم بهذه الحلقات المتتابعة من افعال و ردود افعال (التفاعلات).
- المنهج التاريخي :
التاريخ => الحاضر => المستقبل
وهو منهج علمي يتسم لحد كبير بالثقة باعتباره يحتوي على دراسة سابقة تاريخية. نستخلص منها ثلات خصاص المكونة للظاهرة.
• إختيار الموضوع و تحديد المشكلة العلمية التاريخية
تحديد المشكلة او الفكرة العلمية التي تقوم على وضع تساؤلات واستفسارات تاريخية والتي تؤدي الى تحريك البحث التاريخي لاستخراج فرضيات علمية المحاسبة عليها مثبتة صحيحة.
وذالك من خلال جمع وحصر الوثائق، ولدراسة هذا المنهج يستوجب استقراء واستنباط كيفية حدوث هذا الحدث.
أهم من اعتمد هذا المنهج التاريخي ابن خلدون حيث تقوم الدورة الخلدونية برؤية الدولة كانسان "يولد يكبر ثم يموت" واعتبر ان الدولة تقوم نتيجة لعدة اسباب تاريخية.
يتفق معظم الباحثين على ان التاريخ ليس فقط سرد للأحداث بل هو اداة للنقد والشرح خصوصا عند اخد جانب المقارنة، وفي هذا الاطار يعتبر المنهج التاريخي معادل للمنهج التجريبي ويتميز بعدة أساسيات:
- يدرس لنا احداث تخص مجتمعا واحدا
- يدرس لنا احداث تعود لعدة مجتمعات من نموذج واحد
- احداث مستعارة بعدة موجات اجتماعية متمارسة
- خطوات البحث التاريخي:
- وجود مصادر للبحث التاريخي
- وجود سجلات ووثائق رسمية
- وجود التقارير الصحفية
- شهود العيان للاحداث
- المصادر الشخصية كالرسائل
- الكتابة التاريخية
- المنهج الوصفي
- تحديد الظاهرة المراد دراستها
- اكتشاف الظرفية المثالية للقياس (منهج علمي) المكمل لمختلف مكونات وحدة الدراسة
- وصف العوامل المختلفة المؤثرة في تنظيم الظاهرة و في وظائفها
أنواع المنهج الوصفي:
1- منهج المسح الاجتماعي :
هو بمثابة دراسة علمية لظروف المجتمع وحاجاته يعتمد الاسلوب العلمي ويتسلسل خطوة بخطوة حتى يحقق النتيجة المراد تحقيقها وذالك من خلال :
• دراسة كشفية للظاهرة
• تصميم العينة
• جمع المعلومات
• تدوينها في جداول واحصائيات
• تحليل تلك المعلومات
• الخروج بنتائج شبه حقيقية
2- منهج المسح الوصفي :
لا يكتفي بوصف الظاهرة وانما يقوم بشرحها وتحليلها ومعرفة العلل والاسباب من ورائها، يهتم بالوقائع الحاضرة في مجال معين.
كخلاصة : لضمان نجاح المنهج الوصفي نحتاج مجموعة من الاساسيات :
• انطلاق عملية المسح دون افكار مسبقة
• توجه المسح ينصب على النواحي المجهولة بالنسبة للباحث وليس المعلومة عنده
• تجنب التوقعات
• الدقة
• صياغة الامثلة
• تجميع الامثلة بصورة عامة
• عدم اخفاء النتائج
• اختيار العينة بدقة
• وضع اسئلة لكشف درجة الدقة في اجوبة العينة
• تجربة نتائج المسح للتأكد من صدقها
منهجية إعداد البحوث العلمية القانونية
الفصل الأول : المفاهيم الأساسية للبحث العلمي
المبحث الأول :ماهية البحث العلمي:
المطلب الأول :تحديد وضبط مفهوم البحث العلمي
الفقرة الأولى :العلم والمعرفة
عرف الفقهاء العلم بأنه نشاط يهدف إلى وزيادة قدرة الإنسان على السيطرة على الطبيعة .فهو نشاط إنساني موجه إلى وصف الظواهر التي يدرسها ويصنفها إلى أنواع مختلفة. ولايقتصر العلم على وصف الظواهر ,بل يهدف أيضا إلى اكتشاف العلاقات بين الظواهر المختلفة , ويهدف أيضا إلى التنبؤ بالمستقبل وتقديم التوصيات، وحل المشكلات بناء على الأسلوب العلمي المنطقي التحليلي.
والعلم أحد فروع المعرفة. ولمعرفة نوعان :
معرفة عامة :تحصل من خلال المشاهدة والتعامل اليومي. معرفة خاصة :عملية دقيقة لا تستند إلى الحدس والاحتكاك فقط ,بل أيضا عن طريق التعلم والتحليل المنهجي والشامل للموضوع محل الدراسة.
الفقرة الثانية: تعريف البحث العلمي
البحث في اللغة هو التفتيش والتقصي عن الحقيقة. وفي الجانب الاصطلاحي له عدة تعريفات منها:
- البحث العلمي هو التقصي المنظم بإتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها وإضافة الجديد لها.
- البحث العلمي هو وسيلة للاستعلام و الاستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة ,على ان يتبع في هذا الفحص والاستعلام الدقيق خطوات منهج البحث العلمي و اختيار طريقة البحث وجمع البيانات.
- البحث العلمي هو الدراسة الموضوعية التي يقوم بها الباحث حسب الاختصاصات الطبيعية أو الإنسانية، و التي تهدف إلى معرفة واقعية و معلومات تفصيلية عن مشكلة معينة يعاني منها المجتمع.
و هناك تعريفات فقهية متعددة للبحث العلمي :
- يعرفه دالين بأنه محاولة دقيقة ومنظمة ونافذة للتوصل إلى حلول لمختلف المشكلات التي تواجهها الإنسانية وتثير قلق و حيرة الإنسان.
- يعرفه ويتني بأنه العمل الفعلي الدقيق الذي يؤدي إلى اكتشاف حقائق وقواعد عامة يمكن التأكد من صحتها.
- يعرفه بولنسكي أنه استقصاء منظم بهدف استكشاف معارف، والتأكد من صحتها عن طريق الاختبار العلمي . هذه التعريفات للبحث العلمي تتفق و تشترك فيما بينها في النقاط التالية :
- أنه سلوك إجرائي وأسلوب منهجي علمي .
- يعتمد على منهجية علمية في جمع البيانات وتحليلها .
- يهدف البحث العلمي إلى زيادة الحقائق التي يعرفها الانسان ليكون أكثر قدرة على التكيف مع البيئة.
- يختبر البحث العلمي المعارف التي يتوصل إليها قبل إعلانها بهدف التأكد منها.
- البحث العلمي يشمل كل ميادين المعرفة و يعالج شتى أنواع المشاكل.
المطلب الثاني : أهمية البحث العلمي
أصبح البحث العلمي يلعب دورا فعالا في تطوير المجتمعات الإنسانية المعاصرة على اختلاف مواقعها، وتزويدها بإمكانية امتلاك أسباب النماء على أسس قوية لتطوير الحياة بصفة عامة فهو يساعد على إضافة وبعض المعلومات الجديدة أو تصحيحها أو إجراء تعديلات أساسية للتغلب على الصعوبات التي تواجهها سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو بيئية ...
المطلب الثالث: أهداف البحث العلمي
هناك ثلاث أهداف للبحث العلمي :
- الهدف الأول : دراسة الواقع لفهم الظاهرة موضوع البحث والتعرف على الظروف والعوامل المؤثرة فيه، وفهم العلاقات المترابطة، إضافة إلى فهم قوانين الطبيعة وتوجيهها لخدمة الإنسان .
- الهدف الثاني : الضبط والتحكم في الظواهر والتدخل لمنع أي ظواهر غير مرغوب فيها، وإنتاج ظواهر أخرى مرغوب فيها فالبحث العلمي يعمل على إيجاد الحلول للمشكلات المختلفة التي تواجه الانسان .
- الهدف الثالث : التنبؤ وهو أهم أهداف البحث العلمي، ويشترط فيه أن يكون مبنيا على أساس علمي سليم وبعيدا عن التخمين.
المطلب الرابع : خصائص البحث العلمي
1- الموضوعية : الموضوعية هي التجرد والحياد في الرأي والموقف أو هي دراسة واقع الإشكالية المطروحة وفق مقومات علمية خالصة ومجردة، بهدف الوصول إلى أكبر صدق ممكنو عكسها الذاتية. بالنسبة للعلوم الإنسانية فإشكالية الموضوعية تثار بحدة مقارنة مع العلوم الطبيعية، لأن العلاقة بين الموضوع والذات في العلوم الإنسانية متداخلة. والتخلص من الذاتية صعب لكنه غير مستحيل فقد دعا إميل دوركايم إلى ضرورة التعامل مع الظاهرة الإنسانية كأنها كيان مادي خارج عن وعينا وفكرنا.
2- امكانية تكرارية النتائج و تعميمها : يمكن الحصول على نفس النتائج تقريبا، إذا ما تم إتباع نفس المنهجية العلمية ووفق خطوات البحث مرة أخرى وبنفس الشروط، كما يمكن تعميم النتائج على الحالات المشابهة في نفس البلد أو بلد اخر، فالقدرة على التعميم تساهم في الاستفادة من البحث بدرجة قصوى في المجالات المختلفة. أما في حالة عدم القدرة على الحصول على مسألة التعميم فإن البحث العلمي يصبح أقل أهمية وأقل فائدة.
3- التبسيط والاختصار أي التبسيط المنطقي في معالجة الإشكالية، والتناول المنطقي والمترابط والمنظم لأهم الأفكار، فأي تعقيد فهو لا يخدم مصلحة البحث العلمي ويقص من قميته العلمية .لكن هذا لا يعني عدم اللجوء للدراسة العميقة واستخدام المناهج العلمية .
4- التراكم المعرفي : يقصد به تراكم المعارف ومن هنا تنشأ أهمية البحوث والدراسات السابقة لإجراء بحث جديد.
5- التنظيم : ويكون عن طريق اختيار واتباع منهج علمي صحيح ,للوصول إلى نتائج سليمة .
المطلب الخامس : الصفات والشروط المتطلبة في الباحث
هناك مجموعة من الشروط منها :
- الرغبة الجادة والصادقة في البحث .
- الصبر والعزيمة على استمرارية البحث وتحمل الصعاب.
- تقصي الحقائق وجمع البيانات بصدق وامانة.
- التجرد العلمي والموضوعية، والبعد عن الأهواء والعاطفة.
- البعد عن التصميم و إصدار نتائج و أحكام مسبقة.
المبحث الثاني : الخطوات الأساسية المتبعة في البحث العلمي
تتمثل خطوات إنجاز البحث العملي في ما يلي : الملاحظة، الفرضية، التجربة والنتيجة.
المطلب الأول : الملاحظة
تعتبر الملاحظة أقدم وسائل جمع المعلومات .
تعرف الملاحظة بأنها تلك الوسيلة التي نحاول بها التحقق من السلوك الظاهري للأشخاص، وذلك بمشاهدتهم و هم يعبرون عن أنفسهم في مختلف الظروف والمواقف التي اختيرت لتمثل ظروف الحياة العادية أو لتمثيل مجموعة خاصة من العوامل.
ويمكن تعريفها بشكل مختصر بكونها إدراك الظاهر و الوقائع و العلاقات عن طريق الحواس.
هناك نوعين من الملاحظة :
- الملاحظة الحسية هي تلك الملاحظة المستمدة من حواس الإنسان الخمس وهي متوفرة لكل الناس و تسمى الملاحظة العادية.
- الملاحظة الإدراكية وهي تلك الملاحظة التي يكون مصدرها العقل ويتم فيها استخدام منهج معين ويطلق عليه اسم الملاحظة العلمية.
المطلب الثاني : الفرضية
الفرضية تفسير مؤقت أو محتمل، يوضح العوامل أو الأحداث أو الظروف التي يحاول الباحث فهمها ويمكن القول إن الفرضية هي إجابة مؤقتة للسؤال المطروح.
أشكال الفرضية :
1- فرضية أحادية يتم التركيز فيها على ظاهرة واحدة بهدف التنبؤ بالتطورات التي تقع عليها.
2- فرضية ثنائية يتم التركيز على ظاهرتين أساسيتين يربط بينهما التنبؤ ,بمعنى أن إحدى الظاهرتين تتغير بتغير الظاهرة الأخرى .
3- فرضية متعددة يتم التركيز على ظواهر متعددة، وبعد ذلك يعمد الباحث إلى الدراسة و التحليل والمقارنة بين الظواهر للوقوف على الفوارق الحاصلة بينهم وأسباب هذا الاختلاف المطروح.
المطلب الثالث : التجربة
التجربة ترتبط بمجال العلوم الطبيعية أو العلوم الحقة ,أما في العلوم الاجتماعية ومنها العلوم القانونية خصوصا فمن المتعذر التجارب. لتعقد الظاهرة الإنسانية كموضوع للدراسة ومنه تحل المقارنة مكان التجربة.
فقد إميل دور كايم "المقارنة تجريب غير مباشر “ لأن الظاهرة الاجتماعية متغيرة في الزمان و المكان وهذا التغير يتطلب من الباحث استخدام أسلوب المقارنة ,عكس الظاهرة الطبيعية التي تتسم بالتباث.
المطلب الرابع : النتيجة
البحث في العلوم الطبيعية يختلف عن البحث في العلوم الإنسانية وهذا الأمر بظهر بشكل جلي في النتيجة المحصل عليها :
فما يتم التوصل إليه في العلوم الطبيعية يطلق عليه اسم القانون. وما يتم التوصل إليه في العلوم الإنسانية يطلق عليه اسم النتيجة النسبية.
لأنه الباحث في العلوم الإنسانية هو جزء من الظاهرة المدروسة مما يؤدي إلى تكييف نتائج الدراسة وفقا لميولاته ولما يراه مناسبا.